ليس هناك سب وقذف .. بل راي حر


 

أتفق مع من يرى ان النائب السيد شعيب المويزري كان قاسيا في انتقاد الرئيس الغانم او "شتمه" كما يعتقد البعض . لكن اختلف مع من  يعتقد انه اخطأ او  تعدى على الغير . هناك خيط دقيق بين التعبير عن الراي وبين ما يسمى بالسب والشتم . اصلا ليس هناك عمليا ما يسمى سب او قذف . بل هناك تقديس وتنزيه لمعتقدات ومواريث بالية بل وشخوص تافهة في محاولة لمنع التغيير او التحديث بتعبير ادق . النقد او التشكيك هو الممنوع ، ويغلف هذا المنع مع الأسف تحت تهم السب والقذف.

ليس هناك ما يسمى سب او شتم ...بل تعبيرقد يكون قاسيا- عن الراي . عندما اقول ان فلانا تافها او "مايسوى شي" فهذا رايي فيه . هكذا اجده وهكذا اقيمه ومن حقي ان ابدي هذا الراي . وعندما يكون هذا الفلان شخصية عامة او ممن هو معني بالشأن العام فإن من واجبي ان اكشف ما اعرف عنه وان اضع امام الناس ما اعرف من حقائق او اعتقد انها حقائق تتعلق به .

عندما اقول ان فلانا حرامي ...فهذا رايي فيه ..وعندما اقول ان علانا كذاب فهذا ما اعتقد . صح او خطأ ، قاس او مهذب، لا فرق .إذ يبقى رايي وانا حر فيه

لكن عندما اقول ان فلانا "سرق" فهذه تهمة وليس رايا .تهمة انا مطالب باثباتها .ماذا سرق ومتى واين ..؟ عندما اقول ان علانا كذب ..فانا مطالب ايضا بان ابين متى وكيف كذب ..فهذا ليس تعبيرا عن الراي بل اتهام وادعاء بان الشخص المذكور قد ارتكب اثما او انتهك قانونا او اخل بعرف او تقليد . وبالتاكيد هذا ليس رايا وليس تعبيرا عن الشعور كما اقرت دساتير وقوانين العالم ومن ضمنها دستور دولة الكويت الذي كفل حرية الراي .

اننا نضيق  بحرية الراي ، ولدينا او بالاحرى لدي القوى الرجعية الظالمة الكثير مما تخفيه وما لفقته والفته من اكاذيب وترهات طوال العصور الماضية . وهي تحاول جاهدة حماية هذه الترهات والسخافات خصوصا الدينية منها تحت حجج ان ما يطرح من نقد او حتى تفكير فيها هو اهانات او حتى شتم وقذف لا بد ان يعاقب القانون عليه .

حتى الكلمات السوقية التي يتلفظ بها البعض منا عند غضبه لا تعني شيئا، ولا تضر ولا تنفع .لكن يتم التحجج بمنعها لمنع النقد والتفكير في المعتقدات ولحماية الاصنام التي يقدسها المغرمون بالتخلف والماضي البعيد .

يجب ان تبقى حرية الراي والتعبير مكفولة ، مهما كانت الكلفة . لاننا بحاجة اليها لنتعرف على ما حولنا ونقيم ما لدينا . بدون هذه الحرية سنبقى اسرى للثابت وعبيدا للموروث والتقليد وهذا ما تريد ان تضعنا فيه  قوى الردة والتخلف  .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم