نتعاطف بشدة مع كل من لديه عزيز أو قريب أو حتى صديق حبسته الظروف خارج البلاد . لاشك أنه وضع مؤلم وتجربة لا نتمنى أن يمر بها أي برئ أو حتى مسئ . لهذا نحن نتعاطف أيضا مع الدعوات التي تطلق أو توجه للعفو عن المواطنين " الهاربين " والمتواجدين خارج البلاد .
لكن لا نملك إلا أن نواجه واقعًا مغلوطا ، وحقائق ووقائع مقلوبة عند التفكر في الأمر . فالداعون إلى التسامح مع الهاربين من المحكومين وفي قضية اقتحام مجلس الأمة بالذات من على شاكلة النائب محمد المطير – أكثر المزعجين بطلبات العفو- هم " عنجهيون " ، طالما أن الكلمة لم تعجب كثيرًا في المقال الأخير ، والعنجهي لغة ببساطة ووضوح هو المتكبر ، لا أقل ولا أكثر .
هم مثل السيد المطير الذي يطالب في العفو عن جماعته من المحكومين والمدانين قضائياً والسماح لهم بدخول البلاد في نفس التغريدة التي يدعو فيها إلى " تسفير " أو إبقاء مواطنين أبرياء من المتدينين الشيعة خارج البلاد بتهمة أنهم زاروا إيران .
نتعاطف مع دعاة العفو والتسامح .. فالعفو من شيم الكرام والتسامح من الصفات النبيلة . لكننا دولة ومؤسسات ودوائر في مواجهة أفراد . الدولة ليس لديها صفات إنسانية ولا شعور شخصي بل قوانين وأحكام ومبادئ . أصحابكم خانهم الحظ ، وهذا أقل ما يمكن أن يقال، خانهم الحظ فتعدوا على هذه الأحكام والمبادئ فكان أن صدرت أحكام قضائية ضدهم .
أحكام قضائية ، ليست شخصية وليست خاضعة لمقاييس القيم والشيم ولا تتحكم بها الأخلاق أو المشاعر.. بل القوانين والوقائع . ولهذا يجب أن تنفذ وأن تحترم . إسقاطها أو الغاؤها سيكون بمثابة تعدي على السلطات القضائية وانتهاكا للمواد الدستورية الفاصلة بين السلطات وانتقاصا لدور رجال القضاء وأحكامهم .
ليس هناك منع للأخوة المطلوب العفو عنهم من دخول الكويت . والدستور أصلا يمنع ذلك . فلم لا يعودوا ..ومن سكر الأبواب في وجوههم حتى تتعالى أصوات وجوب فتحها . بالتجربة والبرهان تم العفو الفوري والمباشر على كل من "عاد".
فلم لا يعود جماعتكم فبعض زعمائهم وبعض من التحق بهم عاد وتم العفو عنه .. فماذا يمنع أصحابكم من الإحتذاء بمن سبقهم أم أنهم مميزون ..أم هم غير ... يريدون كسر الخشم العنيد ، ولا يريدون السلامة لهم أو لكم ..!!!!
إرسال تعليق