في الجـو مريـخ


الشيخ سعد العبدالله -الله يرحمه- هو أبن الوالد المؤسس عبدالله السالم، ويكفيه هذا فخرًا وشرفًا. لكننا لا نٌقيم أشخاصا أو حتى نحكم على سلوكيات. بل نحن معنيون بأحداث ومراقبون لسياسات نتمنى وفي حالة الشيخ سعد ألا تتكرر. لذلك فإن على المدافعين بذرائع، طيبة الشيخ سعد أو خُلقه أو حتى حرمة المتوفي، أن يكرمونا بصمتهم.

 فنحن ننتقد سياسات ونستعرض وقائع لا نزال نعيش تأثيراتها حتى الآن، ولسنا بصدد  تصغير أو تشويه احد. ليس هذا وحسب بل لدينا إيمان عميق بأن هناك من يحاول أن يكرر أخطاء الماضي وأن يعيد التجارب المؤلمة التي مرت بنا... وهذا وليس غيره سبب اهتمامنا بالموضوع.

خطباء وأبواق " تويتر" قبل تلميع الشيخ سعد كانوا، يلمعون الشيخ أحمد الفهد قبل أيام. وكانوا يستذكرون أيضا بطولات المرحوم الشيخ فهد الأحمد ويعددون إنجازاته ويترحمون على انتصاراته . وكانت هناك دعوات صريحة من "التويتريين" إلى الإستنجاد بالشيخ أحمد الفهد لتصحيح أوضاعنا الحالية. ولجأ اغلبهم من أجل بعض المصداقية إلى خلط الشيخ ناصر صباح الأحمد مع الشيخ محمد صباح السالم في الصورة حتى "يزهلق" الدعوة ويمهد لرواجها بين الناس .

في وسط كل هذا اتى مقال الشيخ ناصر صباح الاحمد، واعتقد أنه الوحيد والأخير تحت عنوان "إحياء الميناء". بمعنى انني أعتقد أنه ليس صدفة نشر المقال وليس صدفة التعرض لوضعنا الحالي وليس صدفة الترحم على الشيخ سعد أو الشيخ فهد الاحمد.

▪ "الميناء" المطلوب أحياءه في مقال الشيخ ناصر، ليس ميناء مبارك كما أعتقد الكثيرون, فميناء مبارك لم يمت ليحيى ولم يخبٌ ليوقد.. ولكن المقصود هو الميناء العود... ميناء الكويت برمتها. لهذا أثار اهتمامي وقمت بعمل رتويت لاهم فقرة فيه.

 " أن قدَر الكويت أن تكون ميناء شمال الخليج الذي أكسب الكويت والكويتيين مكانة إقليمية ودولية مهمة نتيجة اتصال المجتمع الكويتي بالشعوب والمجتمعات والثقافات المختلفة. ذلك الميناء المنفتح على الجميع، والذي أنتج لنا عقولاً منتجة ونفوساً متسامحة وصدوراً تسع الجميع " .هذه دعوة صريحة من الشيخ ناصر ليس لاستعادة وضع الكويت المالي فقط بل لاستعادة دورها الثقافي والإنساني الذي طمرته الردة الدينية التي هيمنت علينا ولا تزال.

وتزامن هذا مع نشر دراسة سعودية من قبل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية  "https://www.kfcris.com/en/view/post/281 "، مع أنها ذات إتجاه صيني، حول الجزر الكويتية ومدينة الحرير وتاريخ الإهتمام بهما. وتخلص الدراسة إلى إن مشروع تطوير الجزر الكويتية لا يحظى باهتمام الحكومة بدليل ابتعاد أو استبعاد الشيخ ناصر وعدم ورود ذكر للمشروع في فترة تولي الشيخ صباح الخالد رئاسة الحكومة. هذا رغم أن الدراسة تشير بوضوح إلى ان المشروع قد بدأ بعد زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد للصين.

الدراسة كما أشرت قد تعبر عن وجهة نظر صينية وقد تكون أيضا محاولة سعودية خالصة لتدعيم مشروع تطوير جزر البحر الأحمر أو لترويج "رؤية 2030" السعودية في مقابل 2035 الكويتية .

الزبدة.. هناك محاولات حثيثة محلية وربما إقليمية أيضا لتشويه وتعطيل العهد الحالي . خصوصا إعادة الحياة إلى المركز المالي الكويتي واستعادة الدور الريادي للتجارة الكويتية. وأعتقد إن الهجمة المستمرة على تجار الكويت والتشويه المتواصل للشخصيات وحتى العائلات التجارية الكويتية تستهدف كبح جماح أي تغيير أو تطوير قد يحرك مياه التنمية التي طال ركودها.  وان الأيام القادمة قد تكشف لنا ماذا وراء الأكمة. وماذا بعد حقبة "كورونا" التي بدأ البعض مبكرًا بالإعداد لها.



اضف تعليقك :

أحدث أقدم