يا ليتها سرقة او تنفيع


 

  مع الأسى والأسف ، ومع الغضب والألم ان نسمع ان الناس تحتج وتعترض على مكافآت الصفوف الأمامية بوصفها سرقة للمال العام او إهدار له . المحتجون زعلانين زيادة لأن المال العام يصرف ويهدر على ناس لم تستحق او لم تتأهل للاستفادة منه بشكل خاص .

انا لا يعنيني التنفيع او حتى السرقة . ولم تحركني يوما أصوات المدافعين عن ما يسمى بالمال العام  او زعقات نواطيره . فأنا على قناعة بأن " الكويتي، كل كويتي ، بحكم الإنفاق الريعي وهيمنة الإنفاق الحكومي ،  ان هذا الكويتي يتلقى او يستولي ويستحوذ على الكثير مما لا يستحقه او يتأهل له . كل كويتي يأخذ ما له ويزيد ، ويتفنن البعض الى حد السرقة والاختلاس . بل وفي حتى الانحطاط الى أدنى الدرجات الأخلاقية من أجل الاستحواذ على الخدمات والهبات المجانية الحكومية . ليس هناك كويتي لم يتعد على القانون او لم يأخذ نصيبه ونصيب غيره أيضًا .

  ما يقهرني ويفجر الالم في نفسي ان تخصص هذه المكافآت التي تتقاتل الحكومة مع الخرطي من ونوابالأمة" عليها من اجل التنفيع وشراء الولاءات وقبل كل هذا تعزيز وزيادة هيمنة المعادين للنظام والمتآمرين عليه. بدلًا من ان تخصص كما هو مفترض لمكافأة العاملين والنشطين ومن يعتمد عليهم البلد في تطوره وفي تحقيق الرفاهية والأمن والسعادة لابنائه .

 كيف  للهيئات الدينية التي يتعارض وجودها أصلًا مع الزمن والتطور والرقي مثل بيت الزكاة وهيئة القرآن ان تتصدر جدول المستحقين للتكريم والتشجيعكيف نشرك هؤلاء الذين لم يغادروا منازلهم لا في كورونا ولا قبل كورونا . هؤلاء الذين أغلبهم لا "يداوم" او لاحاجة وظيفية له ، كيف نشرك مثل هؤلاء مع الفنيين الذيم سهروا الليل قبل النهار على راحة المرضى والعناية بهم  كيف ... رجاء ..  فهمونا  كيف ؟

لا .. واحنا قبل كم يوم ..  شاطين عمرنا نطالب بإنصاف الفنيين والعاملين الحقيقيين ممن يحتاجهم المجتمع ..بعد كل هذا الإلحاح والتنظير تطلع لنا الحكومة الرشيدة لتقدم - وليزعل من يزعل او لينتفض من يعتقد ان من حقه ان  ينتفض - المتردية والنطيح وكل من لا حاجة لنا به عليهم ,.!!!!

 المسألة ليس تنفيع او حتى سرقة للمال العام بل هي الاستمرار في الانبطاح والخضوع للتخلف ومداراة الجهل والتعصب ، المال يعوض والهدر يوقف بجرة قلم ، لكن مبادرات الناس ، حماسهم وثقتهم في حسن تدبير وفهم أصحاب الشأن أمر لا يمكن تعويضه او التفريط به كما تفعل بدأب وإصرار حكومتنا المتخاذلة .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم