حتى يفهم ..من لم يفهم ...
في عموم المنطقة العربية ومنذ رحيل ما يسمى بالإستعمار، والسياسيون عندنا يطالبون ويصرون على الإصلاح . في المقابل لم يطالب احد بالتغيير او الثورة على الموجود. وذلك لسببين بسيطين..الاول ان التغيير او الثورة تعني الصدام مع القوى المتسيدة او المتسلطة ، والثاني والذي اعتقد انه اقوى واهم هو ان النغيير يطال الجميع والثورة تعني الاطاحة بكل شيء وبالذات بالعادات والتقاليد والموروث الذي يصر كل سياسييننا على التمسك به والخضوع له . لذلك تتغير الكراسي وتبقى الارضية صلبة.. تُستبدل الاسماء والمسمى واحد .
سياسيونا في الكويت كلهم ينشدون الاصلاح ، وكلهم يتذمرون من الخراب ويعدون بمحاربة الفساد . حتى الحكومة والوزراء تناسوا برنامج العمل والتخطيط واصبحت جل وعودهم هي محاربة الفساد والقضاء على بؤره التي بالمناسبة لم يجرأ احد حتى الان على تسميتها او الاشارة اليها . اللهم إلا المرحوم الشيخ صباح الاحمد الذي اشار الى فساد البلدية لكنه لم يفعل شيئا بخصوصه وهو الامير وهو رئيس مجلس الوزراء . ولا احد اهتم حتى عن التساؤل ...لماذا؟
لذلك نحن نقول لسياسينا ... بسنا إصلاح .. ما نبي إصلاح ، نريد التغيير والثورة . ليست بالضرورة ثورة على السلطة التي تخشون ، ولكن ثورة على الذات وتغيير المجتمع الريعي الذي تعشقون .
لا نريد الاصلاح ..فليس لدينا خراب او حتى فساد ..في واقع الامر نحن ليس لدينا شيء. لم نبن شيء ...لم ننتج شيء. ليس لدينا غير النفط .. وهو صالح وقيمته اغلى من الذهب . ليس لدينا خراب ولا فساد لانه وللمرة الثانية نحن لا نملك غير النفط .. والنفط للمرة الثانية لا يزال العملة الصعبة في العالم كله .
نريد ان نبني ونريد ان ننمي ونريد ان نتقدم ، اي ان نحقق التنمية الضروية والمطلوبة . لهذا نطالب بساسة لديهم رؤية مستقبلية وخطط وبرامج تنموية واضحة ولا نريد مصلحين ، نريد من بيده "لبنة" طابوقة وليس معول او فاس. نبي ساسة تبني قبل ان تهدم وتفعل قبل ان تستنكر ..اي نبي ساسة مثل المرحوم الشيخ ناصر صباح الاحمد الذي ابتكر مشروع كويت 2035 او النجباء من قياديي النفط الذين قدموا لنا مشروع "الداو" .
لكن سياسيونا يتنافسون ويتسابقون على الجلوس على كراسي الطاولة ، طاولة الاكل .. والقصد والهدف هو الحصول على النصيب الاكبر من الكيكة . لهذا يتنافسون على الصدارة وعلى القرابة من الصحن ... لكن ومع الاسف فان احدا من الساسة او حتى تابعيهم لم يفكر وربما لن يفكر يوما في ان يدخل المطبخ .
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفإرسال تعليق