ضاحية الخطيب


 

لست حزينا على رحيل الدكتور الخطيب فالموت حق ، ولست حزينا ايضا  لأن الله حباه بطول العمر ، ولست حزينا لأنه قضى هذا العمر في فعل ما يحب وما اعتقد انه يرضي الله .

ولكني حزين لأن الدكتور لم يعش أحلامه كما يجب . ولم ير مع الأسف ايا من رؤاه  .

ومبادراته الوطنية تتحقق. حزين لأن الكويت لم تتقدم كما اراد لها الدكتور ، ولم تتطور وتتقدم الى الأمام كما كان يتمنى وقبل ذلك يضحي ويجتهد. رحل الدكتور الخطيب والكويت في اسوأ حال ، والحركة الوطنية في الحضيض او على الاقل في حال شلل تام .

لذلك فاننا اليوم عندما نحزن، فاننا مع الأسف نحزن على حالنا وعلى اوضاعنا السيئة التي لم يجدِ نضال وتفاني اشخاص مثل احمد الخطيب في تغيير او في كبح تدهورها. نحزن لأن الديمقراطية اختطفت والحريات انتهكت والتنمية عطلت. نحزن لأنه مع كل هذا هناك من يروج بيننا الى بقاء التردي والإنحدار والى مزيد منه عبر دعاوي الله لا يغير علينا ومطالبات وأوهام توزيع وتبذير الدخل الوطني.

الدكتور احمد الخطيب قضى كل عمره في محاربة التخلف والتفرد في السلطة وفي الانتصار للطبقات الشعبية والبسطاء من الناس. واليوم الناس هي من تتنمر على الناس والساسة يغتصبون حقوق الشعب وسلطاته ويبددون الثروة الوطنية والسلطة تنعم برفاهية التطبيل والتدجيل .

لن احزن على الدكتور الخطيب فحسب معاصرتي له كان يتمتع بالعطاء ويتلهف على التضحية ومواجهة التحديات والصعاب .. لم احزن على الاطلاق على الدكتور احمد الخطيب ففي رأيي ويقيني انه تمتع بعمره ورضى وراض بحاله هو... ولكني ساحزن لحزنه لأنني اعلم انه رحل حزينا ومحبطا من وضعنا الحالي .

رحيل الدكتور الخطيب تزامن من نشر تقارير عن اعادة تسمية مدن وضواحي . وإذا كان هناك من يستحق من ابناء الوطن او حتى من الشيوخ تسمية مدينة او ضاحية باسمه فانه الدكتور الخطيب , لهذا ومع انني اعلم ان عمي اصمخ فانني اطالب بتسمية ضاحية او مدينة باسمه . وليكن الدكتور الخطيب اول مواطن يستحق هذا الشرف ، فالدكتور اولى وافضل من بعض من سمينا باسمهم ضواح ومدن وهم الذين ضروا ولم ينفعوا البلد .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم