انتفاضة الطراروة


 

مضحكة وسخيفة جدا ردة فعل  بعض المواطنين ، خصوصا السياسيين منهم ، على سماح مجلس الوزراء للمحافظات بالتصرف الحر في كيفية تجميلها وطريقة تمويل هذا التجميل . هذا هو القرار.. لا اكثر ولا اقل . لكن "المعارضون" الشرسون ابوا الا وان يخلقوا منه قضية سوء ادارة بل وحتى حماقة واستهتار بكرامة وقيم المجتمع الكويتي ..هكذا مرة واحدة .


تناسى او تعامى هؤلاء الشرسون عن الايجبابية الواضحة في القرار حيث انه اطلق يد المحافظين للتصرف "جزئيا" في محافظاتهم بعيدا عن روتين ومركزية مجلس الوزراء . وهذا في الواقع يشكل قفزة كبيرة الى الامام نتمنى ان تعقبها قفزات تتيح للمحافظات مزيد من التنافس ومزيد من التحكم والخيارات "الشعبية" بعيدا عن مركزية وتفرد الحكومة .


نتمنى ان يسمح للمحافظات بتحقيق ولو جزء يسير من الاستقلالية البلدية فيسمح لها بل ولمناطقها بتحديد الشروط المعمارية والهندسية لميانيها وشوراعها ، ومنح بعض الاستقلالية لمواطنيها في ترتيب ولو جزء من جوانب حياتهم اليومية داخل محافظاتهم.  قرار مجلس الوزراء رغم بساطته هو خطوة على طريق الحكم الشعبي ومبادرة اولية لتمكين الناس من التصرف الحر في شؤونها الخاصة .


السادة الشرسون او المستشرسون الذين اعتقدوا ان كرامتهم قد اهدرت لان القرار سمح للمحافظات بالاستعانة الادارية والفنية وحتى المالية بالخبرات الاجنبية غاب عنهم الجانب الايجابي المتمثل في التعاون المثمر والتبادل الراقي للثقافات والابداعات الانسانية التي تنتج عن المشاركة الايجابية والفعلية للخبرات الاجنبية في النشاط الترفيهي والثقافي وعموما الانساني للمحافظات .


ونسوا او تناسوا ايضا ان الكويت بلد مقيمين اكثر منه بلد مواطنين .. وان هؤلاء المقيمين الذين يشكلون ثلاثة ارباع السكان من المفروض ان يتم الترويح عنهم والتعبير عن مشاعرهم من قبل اهاليهم ومؤسساتهم الوطنية. وليس عيبا ولا مخزيا ان تتكقل تلك المؤسسات بتكاليف اسعاد وكفالة مواطنيها . وفي النهاية الامر كله زينة وتجميل ومناظر تنصب وتمسح في يوم وليلة .


المضحك ان طراروة اسقاط القروض ، وشحاذوا الاستحواذ على ارباح مؤسسة التامينات والمتعيشون على الهبات والمنح الحكومية هم من خٌدش حياؤهم وامتٌهنت كرامتهم لان القرار سمح - ولم يطالب - المحافظات بقبول التبرعات من بلدان ومؤسسات المقيمين في الكويت .!! 


الاخوة الشرسون جدا مع الحكومة، ومرة ثانية خصوصا الساسة او من يعتقدون انهم ساسة منهم ، هم الذين يقودون حملات الطرارة وهم الذين يتولون الشحاذة باسم ناخبيهم ومتقاعديهم . كرامة البلد هي بالاساس من كرامة مواطنها ..فاذا كان ثلاثة ارباع المواطنين طراروة ويلهثون خلف المساعدات والهبات والانفاق الحكومي فلماذا هذه الاستغراب وهذه الشراسة اذا مدت الحكومة مثل حضراتكم ايدها لكم او لغيركم .. فهذي العصا من تلك العصية او مثل ما تكونوا يولى عليكم... !!!! 

اضف تعليقك :

أحدث أقدم