اتعاطف مع المواطنين الذين ابدوا استياءهم من وجود ما اعتقدوا او يرون انه كلمات شاذة ودخيلة على اللهجة الكويتية. اتعاطف معهم ، ولكن ليس الى درجة تكفير او انكار انتماء من يستخدم الكلمات الموصوفة ب " الدخيلة " الى الكويت .
اللغة كائن حي تتطور وتتغير بفعل تقدم الزمن وبفعل تغير وتجدد مؤسسات وبنى المجتمع ، وايضا بتنوع واختلاف اهله. حتى اقرب الناس لا يتكلمون بصوت واحد ولا يتفقون بالضرورة على معاني محددة.
الأسر العتبية التي اسست الكويت، مع احترامنا لمن يعترض، هذه الأسر التي أسست الكويت، أهل شرق منها يسمون العازل الصخري الممتد داخل البحر او المحيط ب "النقع" يسمونه قاف بينما عيال عمهم – على فكرة كل الأسر العتبية يجمعها جد واحد قبل 500-600 سنة- يسمونه صور. والملعقة ، وهي تسمية سخيفة لهذه الأداة ، لأن الإنسان كما قال عروة بن الورد يحسو ولا يلعق، اني امرؤ عافي انائي شركةً ..وانت امرؤ عافي اناءك واحدُ -- افرق جسمي في جسوم كثيرةِ .. واحسو قراح الماء والماء باردُ. الملعقة يسميها البعض في الكويت "قفشة" ، يمكن الشرقاوية والوسط، بينما اهل قبلة يقولون "خاشوقة. وبعض أهل المرقاب يلفظ "دكان" بالتاء ، تكان . طبعا هذولة كلهم كويتيين ، بل إن أهل شرق وأهل قبلة عيال عم مثل ما قلنا ..فهل يجوز لواحد من الصباح مثلا ان يقول لولد عمه اللي من الغانم او الصقر انه غير كويتي لأنه قال صور بدل قاف .؟؟؟
ان كل مجتمع إنساني هذه الأيام هو مجتمع متنوع ومتعدد ومختلف . ثقافة واصلا وميول واتجاهات . ويحق لكل أصل او اتجاه ان يستخدم ما يتفق معه فيزيولوجيا او ثقافيا من معان وكلمات . بل ان من المفروض ان يساهم كل فرع او فئة او طائفة في إثراء التراث الوطني وفي تنويعه وتطويره .
والكويت هي المجتمع الأمثل للتنوع والتعدد فأهلها اتوا من كل حدب وصوب . صحيح ان الأسر العتبية هي الأسر المؤسسة ، لكن الصحيح ايضا ان هناك من سبقها في الإستيطان وهناك من تبعها ، وكل من حقه ان يعبر عن شعوره ويعيش حياته كما يشاء ...طالما انه لا يضر احد او يتعدى مثل حمد المطر وبقية السلف والتلف على غيره .
اعتقد ان الجيل الحالي ليس لديه مشكلة في ما يسمى بالكلمات الدخيلة . لأنه تعايش معها ، وربما اخترعها ايضا. من يتضايق من الكلمات الجديدة هو الجيل "العتيق" ، او المخضرم ان شأنا ان نرأف بحاله. فهؤلاء ابطأ من ان يجاروا التحول الحضاري السريع واكثر تعلقا بما ما مضى لأنه يذكرهم بفتوتهم وشبابهم .
مشكلة العرب الكبرى انهم ربطوا اللغة بالقرآن ، لذلك بقيت اللغة العربية جامدة ولا تصلح لعصرنا الحالي فكان إن تخلف العرب ولا زالوا يغوصون في الحضيض يجرون قيود وسلاسل سيبويه وبقية النحاة العرب واعتقد اننا ككويتيين نعاني من قيود اللغة الفصحى وليس هناك داع لاضافة قيود جديدة .
إرسال تعليق