مبروك للمتقاعدين .. وهاردلك يا وطن. مبروك للمتقاعدين لأن المنحة ستسعد المحتاج وغير المحتاج ايضا . لكن ماذا عن التنمية وحقوق الأجيال القادمة ..وقبلها ماذا عن العدالة والمساواة.
هناك مواطنون بحاجة ربما اكثر من المتقاعدين ، بل كما بينت في السابق المتقاعد، كما هو "متقاعد"، متقاعد عن العمل والمفروض ان يكون متقاعد عن المسؤولية ايضا. المحتاج للثلاثة آلاف بالفعل هو الشاب الذي يواجه صعوبة الحياة ومعاه " كوكش " يهال. مطلوب منه يوفر كل شيء ، مصاريف مدارس وتغذية وترويح وحتى سيارات وتلفونات ..المتقاعد مثل ما قلنا متقاعد راس ماله عباته ..فإيش يبي بالثلاثة آلاف ..!!
زعلوا وشتموا ..لكن تبقى هذه هي الحقيقة .لا عدالة ولا مساواة ولا معنى لصرف ثلاثة آلاف دينار للمتقاعد. هي تعدي على حقوق غير المتقاعدين واستحواذ غير مشروع على أموال الدولة . يعني سرقة بس وفقا للقانون .
مثل كل السرقات التي يقوم بها ما يسمى بالمواطنين او ذوي الدخل المحدود ، سرقة منحة الصمود وسرقة بدل البطالة وسرقة الإعاقة وسرقات الزواج والإيجار وباقي النصب الذي يمارس في الكويت بحجة تقديم خدمات للمحتاجين .
منحة الثلاثة آلاف لاشك ستسعد الكثيرين .. وستساعد البعض في مواجهة أزمة الغلاء والتضخم الحالية ..لكنها ايضا ستكون مصدر وسبب صعوبة لمن لم يقبضها. فضخها في الاسواق سيعني ارتفاع اكثر في الاسعار وتنافس تجاري للاستحواذ عليها سيؤدي ولا شك الى مزيد من الصعوبة والكثير من التحدي لمن لم يقبض من بقية المواطنين .
كل المنح الحكومية ايا كانت... تتعارض مع الدستور ومع العدالة والمساواة . حتى لو فرضنا اننا – لتحقيق العدالة- دفعنا للمواطنين جميعا ثلاثة آلاف اليوم ... فاننا في النهاية نحرم منها من سيولد في الغد . حتى المتقاعد سيتضرر اذا تقاعد بعد يوم من صرف المنحة . ليس هناك عدالة ولا مساواة ولا حتى معنى لتوزيع المنح بلا ضوابط ..لأن الهدف النهائي منها هو شراء ذمة المواطن ... والمواطن " الكويتي " على ما يبدو ذمته واسعة .
إرسال تعليق