في مجلس 1963 حدثت " هوشة " بين الدكتور أحمد الخطيب والشيخ سعد الله يرحمه . سببها أن الشيخ سعد أشار الى الدكتور الخطيب بـ " أحمد " الدكتور أحمد الخطيب ، " خَشْها " للشيخ سعد .. ولما أعطي الكلام ، أشار بدوره الى الشيخ سعد بإسمه حاف .
أي بدون معالي وزير الداخلية والدفاع كما هو متعارف عليه وبدون لقب شيخ . الشيخ سعد كبرت براسه وطالب الدكتور الخطيب بالإعتذار . الخطيب قال له ،أنت لازم تعتذر أولا .. أنت اللي ناديتني أحمد وأنا الحين أناديك سعد . لم يفزع أحد من الشيوخ للشيخ سعد ولم ينضم أحد من أعضاء المجلس الى الدكتور الخطيب إحتد الخلاف فكان أن تدخل رئيس المجلس عبدالعزيز الصقر رحمه الله طالبا من الخبير الدستوري للمجلس أن يفتي في الأمر ..
الخبير قال إن لفظ " دكتور" أصبح جزء من إسم أحمد الخطيب وأن الشيخ سعد وغيره ملزم بالإشارة إليه بـ " الدكتور" أو النائب أحمد الخطيب .
وانتهت الهوشة بخسارة الشيخ سعد دستوريا وبإنتصار وارتقاء التجربة الديمقراطية . طبعا أنا أكتب هذا من الذاكرة .. ولكن مضابط الجلسات من المفروض أن تكون محفوظة وبالإمكان الرجوع لها من أجل مزيد من الدقة أو التفصيل .
هذه كانت حال الديمقراطية ووضع البلد قبل التجنيس العشوائي وقبل نقل الأصوات وقبل اختلاق نائب الخدمات ، وقبل تزورير انتخابات 1967 . وفي رأيي أن كل هذا حدث بسبب تلك الواقعة .
فالشيخ سعد لم ينتقم من الخطيب فقط ولكن إنتقم من الكويت كلها ومن إرث وتاريخ أبيه عبد الله السالم الصباح . فكان أن تزعم ، مع المناوئين للديمقراطية ، تزوير الانتخابات وتمادى في التجنيس ونقل الأصوات وتسبب في كل مآسي الديمقراطية الحالية ، بل – وفي نظري - بكل مآسي البلد.
هوشة أول أمس بالمجلس كانت هزيمة لكل من شارك بها . فالجميع فقد أعصابه والجميع أخطأ بحق غيره ونفسه ، وأخطأ بحق البلد . الجميع بلا إستثناء ، خصوصا المتفرجين ، ولا أقصد داخل القاعة فقط ، ولكن كل من أثنى أو بارك ردة فعل هذا النائب أو ذاك . فتشجيع الخطأ ..خطأ. وكما قلنا الكل أخطأ وعلى رأسهم بالطبع المشجعون والمادحون للفوضى وفقدان الأعصاب الذي سيطر على الوضع .
بل مع الأسف حتى من علق على الهوشة تمادى في الإدانة وسار على طريق من ينتقدهم مثل القدوة أحمد السعدون الذي فاجأنا بإنفعال لا يليق بمقامه .
أنا أعتقد أن الرئيس الغانم هو المسؤول عن إنفجار وإنحدار الوضع . ليس لأنه سببه أو أنه من حركه كما يزعم البعض ولكن لأنه مسؤول عن سير الجلسة ومؤتمن ومكلف بالضبط والربط .. المؤسف أن الرئيس إنضم الى الزفة وسمح لنفسه بأن يستغل من قبل من فقدوا أعصابهم وبالتالي فقدوا أخلاقهم .
الذين اتخذوا الهوشة دليلا على مستوى أعضاء المجلس الحالي عليهم أن يحترموا عقولنا ويحترموا أنفسهم . فما حدث ليس له علاقة بمستوى الأعضاء أو الرئاسة أو حتى مرسوم الصوت الواحد .
ما حدث هو نتيجة ما ذكرناه أعلاه ... تزوير الإنتخابات ونقل الأصوات وتعزيز نائب الخدمات والتآمر المستمر من بعض المناوئين للديمقراطية من أقطاب النظام وبعض القوى الإجتماعية التي يتناسب تخلفها وهذا الإنحدار السياسي الذي وصلنا إليه ، التآمر من قبل هذه القوى على النظام الدستوري وعلى البلد وأبنائه.
إرسال تعليق