عندنا قانون أرعن، أو في الواقع مجموعة قوانين إعلامية تتولى حماية الشخصيات والزعامات السياسية الحالية في الدول التي لها علاقة حميمة مع الدولة . ومعظم هذه الشخصيات التي تتولى حكومتنا ونظامنا القضائي حمايتها هي شخصيات جائرة وظالمة بحق شعوبها . ولكن هذا لا يشكل فرقا أمام القانون فالأصل إنها زعامات وقيادات مصونة ولا يجوز المساس بها وفقا للقانون . وقد ذهب ضحية هذا القانون مجموعة لا بأس بها من الشباب المتحمس الذي أعتقد أن من حقه ممارسة حرية الرأي في دولة ديمقراطية .
بل لدينا قانون أيضا يحمي شخصيات عفى عليها الزمن ، ويصون إرث وتاريخ الرمم الغابرة التي طواها الموت منذ قرون . لدينا هذه القوانين الجائرة وغير الضرورية التي تقيد وتكبل حرية الرأي والتعبير .... لكن ليس لدينا قانون أو جزئية من قاونون تحمي الشعوب .
فالشعوب ليس لها حظ وربما ليس لها إعتبار عند نظامنا وسلطاتنا المختصة . فأنت قد تبقى في السجن المركزي أو تضظر الى " زيارة " تركيا إن أنت إعترضت ولو بالإشارة الى سلوك أو قرارات رئيس عربي . لكن غيرك وفي هذه الأيام بالذات ، أيام كورونا ، نازل شتم وتحقير في بعض الوافدين والشعوب ، خصوصا الشعب المصري، دون رادع أو محاسبة .
الشعب المصري ليس مختلفا لا عنا ولا عن غيرنا ، فهم بشر . وبني آدم ، فيهم النادر من الطالح أو العاطل ، لكن الأغلبية أو الجميع أن شئنا أن نكون دقيقين كلهم مثلنا ومثل غيرنا طيبين وعفويين ملتزمين بالسلوك البشري والمعتقدات الإنسانية . لكن المؤسف أن الشعب المصري يتعرض بلا سبب واضح هجوم شرس وغير منصف أدى الى خضوع الحكومة للغوغاء والى التعرض بعنف أو اضطهاد غير مبرر لبعض الوافدين المصريين لا لشيء إلا لأنهم تجرأوا وعبروا عن رأيهم .
لدينا قوانين كما شرحنا تحمي القادة والطغاة من الرؤساء . ولدينا قوانين هنا تحمي الأديان وحتى الأصنام .ولكن مع الأسف ليس لدينا قوانين تحمي الشعوب أو تحمي كرامة المجاهدين والمكافحين من أجل لقمة العيش .
إرسال تعليق