الإيديولوجية الغيبية كعادتها تستغل كل المناسبات للترويج لأوهام التدين ونشر ترهات الميتافيزيقيا وخزعبلات مزوري الحقائق والتاريخ الذين حكموا العقول "الإسلامية" منذ العصر العباسي وحتى الآن .
يزعمون بأن الفنانين والليبراليين وكل الطاقات المدنية الإبداعية في المجتمع إختفت وقت الأزمة أو الشدة ، والقصد طبعا وقت كورونا. وظهر "العلماء" وطلبة العلم والدعاة ..!!!
أي علماء .. !! أكبر عالم ديني عندكم لا يحمل الإبتدائية . وكل مؤهلاته لا تتعدى حفظ القرآن والحديث أو حتى التظاهر بحفظهما. وشهادات ثلاثة أرباع دكاترتكم مضروبة . ما تسمون بالعلماء ليس لهم علاقة بمعلومات العصر ولا تقنيات اليوم ولا الإكتشافات والوسائل المعرفية التي تجعل الحياة ممكنة وسهلة في القرن الواحد والعشرين .
فيروس كورونا إسمه أصلا"المستجد" يعني طارئ وغير معروف عند فنييي وخبراء اليوم .. وأنتم بالذكاء الغيبي المعهود تريدون وضع السيطرة عليه لدى من لا يزال يعيش في السنوات الأولى التي تلت تحضر الإنسان .
ثم من قال أن الفنانين اختفوا والليبراليين إختفوا .. وكيف ظهر علماؤكم ودعاتكم وأين ..؟ اللبراليون حالهم حال بقية أبناء هذا الوطن فنيوا العمليات الطبية في الصفوف الأولى ورجال أمن يدعمونهم ومتطوعون يشدون أزر الجميع .
هم أطباء وممرضون وأخصائيون ورجال أمن ومتطوعون "إنسانيون" وهذه هويتهم الوحيدة. لا دخل لمعتقداتهم ولا لأفكارهم في مكافحة هذا الوباء الخطير .. أنتم وحدكم أصحاب التفرقة ودعاة التمييز وهواة النبذ والإظطهاد .. وهذا تماما علمكم وما تعلتم ...وهذا تماما ما تدعون وتحضون الناس عليه .
الناس في مواجهة كورونا متحدين متعاضدين . ليس هناك فرق بين كويتي ووافد ، أو بين عربي وأعجمي أو بين متدين وغيره. الجميع في خندق واحد . وأنتم في غيكم وظلماتكم وأوهامكم تأبون إلا أن تجيروا النكبات لصالحكم وتستغلوا آلام وخوف الناس لزيادة أرصدتكم المادية قبل المعنوية .
الفنانون والممثلون واللبرالييون وكل الذين طعنتوا في جهدهم . تطوعوا للعمل أو هم كانوا في صلب المواجهة . ومن لم يحظ بهذا الشرف قدم ما عنده من دعم معنوي وإعلامي لمواجهة الوباء على شكل أغان وإبداعات فنية تحض على الجلوس في البيت وعدم تعريض النفس والآخرين للخطر .
لا أريد التقول على المتدينين ، خصوصا وأن بينهم الكثير من الخيرين والحمد لله .. لكن دعاتكم وعلماؤكم لم يفعلوا شيئا اللهم إلا دعوة الناس الى مخالفة التعليمات الرسمية والتوجيهات الصحية والذهاب لصلاة الجمعة أو الجماعة .
وبنغلاديش تشهد ... 25 ألف مجتمعين للدعاء ضد كورونا .
إرسال تعليق