الشيوخ المشكلة وليس الحال


منذ مدة وهناك ناس تجتهد للترويج لبعض الشيوخ والمطالبة بعودتهم . وعلى رأسهم طبعًا الشيخ ناصر ومحمد الصباح اللذان استقالا إحتجاجًا على بعض قضايا الفساد. ويتعمد البعض إدخال الشيخ أحمد الفهد الذي طعن بالقضاء الكويتي  وقاد - حسب الزعم - " الحراك " ضد السلطة والناس مع الشيخين اللذين اعترضا على فساد الإدارة الحكومية .

مع احترامنا لأشخاص الجميع ، وتقديرنا للدور السياسي الذي قام به الشيخان ناصر ومحمد إلا إن الحقيقة تبقى، هي في أن العلاج الحقيقي يكمن في تعزيز السلطة الشعبية والإستغاثة بالقوى الوطنية للنهوض بالأمة وتعديل المسارات الخاطئة التي تسببت فيها بالدرجة الأولى بعض الشيوخ .

نتطلع بلهفة الى أن يقوم الشيخ ناصر الصباح بتحقيق حلمه وحلمنا في تطوير الجزر والنهوض بالإقتصاد الكويتي الذي اندثر ونتأمل في الشيخ محمد صباح السالم خيرًا ، لكن لا يمكن لنا إلا وأن نتطلع بدوافع أكبر الى تعزيز الحريات وإلغاء القيود على المساهمات الشعبية وتعزيز دور المؤسسات الدستورية في المجتمع.  خصوصا وإن بعض الشيوخ هم ولا أحد غيرهم من عطل النظام الديمقراطي وتلاعب في قرارات وخيارات الناس الشرعية .

نحن بحاجة الى تعديلات بل وحتى ثورات إقتصادية وإجتماعية ، ولسنا على الإطلاق بحاجة الى تفضيل هذا الشخص أو تغليب شعبية ذاك . كما إننا بحاجة أكثر الى الإنتصار للنظام الديمقراطي الذي جرى العبث به ، بمبادئه ومؤسساته وأحكامه طوال العقود الماضية. منذ طرد المعارضة وتزوير الإنتخابات والتلاعب بالجداول وانتهاء بتخريب مجلس الأمة والإنتقاص من مكانة أعضائه. 

تعزيز السلطات الشعبية وإطلاق الحريات المقيدة وتفعيل مواد الدستور المعطلة، خصوصاً ما يتعلق منها بالحريات والمساواة، وهي المبادئ الذي تكفل الدستور بحمايتها من العبث وحض على  تعديلها للمزيد من الحرية والمساواة، هذا ما نحتاج إليه ..وإذا توفر من يلتزم بهذا ويتعهد بتحقيقه شيخًا أو مواطنًا فأهلًا ومرحبًا به .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم