لا للإصـلاح



الآلآف تجاوبوا مع تغريدة الشيخ ناصر الصباح الداعية إلى الإصلاح ومحاربة الفساد آلاف... هؤلاء فقط ممن قرأ التغريدة وممن لديه القدرة والوسائل للرد عليها. يعني أن هناك آلافاً غيرهم لم يسعفهم الحظ للتفاعل مع التغريدة، أو لم يتمكنوا من إبداء رأيهم فيها.. هذا يعني لو، كان حقيقة،أن ليس لدينا مشكلة وإن ليس من المفروض أن يكون عندنا فساد وفاسدين.. فنحن بالآلآف نحارب الفساد ونحن بالآلآف ندعوا إلي الإصلاح. لكن الحقيقة أن آلافاً ممن أيدوا تغريدة الشيخ ناصر هم، بعلمهم أو بجهلهم أساس المشكلة.. حاضنوا الفساد ومعوقوا الإصلاح.

أعتقد وأظنني مصيب أن الذين تحمسوا للإصلاح ومحاربة الفساد يتطلعون بالدرجة الأولى إلى الأموال المزعوم نهبها كوسيلة لأشباع نهمهم في الصرف وفي الهدر غير المسؤول . الأغلبية لديها مع الأسف الشديد قناعة بأن سبب هدر الأموال وضياع الممتلكات يعود إلى حفنة قليلة من " المختلسين" وإن وقف عبثهم واختلاساتهم سيؤدي إلى تعافي ميزانية الدولة وإلى عودة دولة الرفاه. هذا إيمان، كما تلمسته، إيمان أكثر الآلآف التي تتحلطم وتتذمر من الفساد والإنحلال في المجتمع.

أنا كتبت أكثر من مرة أنه ليس لدينا فساد بالمعنى الذي يروج له البعض. وإن كان، فإنه فساد المواطن العادي الذي يقبض ولا يعمل والذي يهدر ولا يوفر والذي يتحصل على حقه وحق غيره. وهو المواطن الشريف الذي سرق منحة الصمود، وادعى الإعاقة وزور في المرضيات ونهب بدل البطالة وهو الذي يتلقى بدلات العمل بلا عمل ويقبض الراتب ولم يطأ عتبة الوزارة أو الإدارة التي يدعي العمل بها، وإن دخل فهو للسلام أو لإثبات حضور.

مجمل الدخل الوطني يتحول إلى رواتب موظفي الحكومة وإلى دعومات ومساعدات - في الغالب - لمن لا يستحقها من المواطنين والمقيمين أيضا. النهب والإختلاس إن وجد فهو لا يمثل إلا نزراً غير مؤثر قياساً إلى الصرف والهدر الذي تمارسه الدولة لإبقاء المواطن مرفهاً ومتمتعاً بخدمات وحسنات الدولة الريعية.

الإصلاح لن يجدي، لأنه لن يوفر شيئاً ولن تصمد نتائجه أمام حمى الإستهلاك والتبديد المتزايدة. كم سنوفر إن أصلحنا..؟؟ عشرة ملايين.. مائة مليون حتى ألف مليون دينار - وهذه كذبة كبرى - لو استطعنا توفيرها فإنها لن تجدِ شيئاً فنحن بحاجة إلى عشرات المليارات وغداً سنكون بحاجة إلى مئات المليارات لتغطية عجز الميزانية.

السبيل الوحيد والمنفذ السليم هو " الإنتاج " والبحث عن مصادر بديلة للنفط. والشيخ ناصر ولا أحداً غيره لديه الحل وهو ورؤية 2035 وتحويل الكويت أو بالأحرى إعادتها كسابق عهدها كمركز تجاري في المنطقة. هكذا، في رأيي، على الشيخ ناصر أن يقدم نفسه. بأن وصاحب رؤيه ومشاريع إستراتيجية وليس مصلحاً أو بالأحرى هادماً للصالح والطالح. مرت سنوات، بل وحتى عقود على منطقتنا العربية برمتها. ونحن من الشرق إلى الغرب تحت قيادة الثوريين تاره، والمصلحين تارة أخرى.

لكن في النهاية رجعنا كثيراً إلى الوراء ولم نتمكن من التقدم قيد أنملة. لأن كل مصلح وثائر ينشغل في هدم ما بناه من سبقه، في الوقت الذي يعجز فيه عن وضع لبنة واحدة في مكانها الصحيح. وينتهي به الحال أما مصلوباً أو مشنوقاً أو متربعاً على جماجم رفاقه والأبرياء من المواطنين.

الإصلاح ليس هو الحل لوضعنا في الكويت. فنحن بكل بساطة بحاجة "للإنتاج" إلى توفير مصادر للدخل غير النفط.. لأن النفط بأسعاره الحالية أو المستقبلية لن يكون كافياً لتغطية إحتياجات المواطن الكويتي.

لا للإصلاح.. ولا لمحاربة الفساد المزعوم... الطيور طارت بأرزاقها ولن يجدينا حسب الجملة المفضلة للكل، لن يجدينا البكاء على اللبن المسكوب. ليس هناك حل غير "تشغيل" المواطن الكويتي واختلاق بدائل للإنتاج عوضاً عن النفط. وغير هذا، أوهام ودغدغة للمشاعر... بل وحتى ضحك عالذقون.

1 تعليقات

  1. تقول ليس لدينا فساد بالمعنى الذي يروج له البعض. وإن كان، فإنه فساد المواطن العادي هذا والله كلام غريب لم يقله احد قبلك . يعني الحين المواطن العادي صار هو الفاسد زين واللي سرقوا المليارات وينك عنهم وهم لا يعانون مثل ما يعاني المواطن العادي الفاسد في نظرك سراق المال العام يملكون المليارات ولايعانون من مشكلة الاسكان والا الوضيفة ولا مواجهة ظروف الحياة المعيشية في ارتفاع الاسعار وخصوصا العقار وسراق المال العام هم السبب فيه .
    عموما مقالة غير موفقة

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم