تحاربون الرأي حتى في مصر ..!!


 ما قامت به وزارة الخارجية من إحتجاج لدى جمهورية مصر العربية ضد بعض المواطنين المصريين المتهمين بالإساءة لدولة الكويت أمر يثير الشفقة ويبعث على القلق .

يثير الشفقة لأننا لا نفهم كيف لمواطن كما يقول المصريون " غلبان" أن يسيء لدولة بأكملها كدولة الكويت .!! نعلم أننا دولة صغيرة وربما ضعيفة كما قد يرانا البعض . ولكن لا نعلم ولا ندري كيف لشخص وفرد عادي في مصر أو غيرها أن يثير إنزعاجنا ويبعث فينا الرعب .!! كيف لشخص أن يسيء لدولة مثل الكويت غنية بمواردها وقوية بمتانة نظامها وواثقة بتكاتف اهلها .


ثم ما هي الإساءة..!! ملينا من هذا الحماس الحكومي لتقييد الآراء وحبس الأفكار بحجة " الإساءة " ماهي الإساءة أيها الطغاة الجبابرة .. كيف لشخص أن يسيء للذات الإلهية كما هو الجاري يوميا . وكيف لفرد عادي أن يسيء لناس توفاهم الله قبل آلاف السنين . 


وهل أنتم قادرون على لمس هذه الإساءة وتحديد حجمها وضررها بحيث تحكمون على هذا بسنة وذاك بعشر سنين سجن والتعيس تعادلون " إساءته" بالإعدام.؟؟  أمر يثير الشفقة أن نبدو كدولة من ورق أو كإيمان من زبد  تهزه كلمة ويطيح بها رأي عابر من أقصى بقاع الارض .


  وتصرف وزارة خارجيتنا يثير القلق ايضا . فنحن دولة ديمقراطية من المفروض فينا أن نعزز هذه الديمقراطية  في المنطقة ونشجع تعميمها ونشرها بين شعوب وأمم الدول المحيطة . 


نعلم أننا دولة صغيرة في محيط كبير ، ونتوجس شرًا من استثارة الغير أو حتى لفت إنتباهه.لكن هذا لا يجب أن يؤدي إلى أن نطعن أنفسنا و"نطز" عيوننا  كي نرضي الغير .


النظام المصري مثل بقية نظم المنطقة وعلى رأسها نظامنا وطغاتنا والجبابرة منا، ليس بحاجة للتحريض على حرية الرأي أو على أفكار الناس ..فهو وكما يقول المصريون " مُحرض خلقة " . 


لهذا فكان الأجدر بحكومتنا ووزارة خارجيتنا أن تعني بشؤونها وتترك الأمر لولاة وأهل الأمر في مصر . فما يجري على أرض مصر شأن مصري وليس شأننا.


ثم وهذا أمر قد لا يبدو حتى قيمًا للكثيرين منا . الا يمكن أن يكون الفرد المصري المتهم على حق ؟ اليس من الممكن أن يكون رأيه في محله ..أو أنه - وهذا الأرجح - مدفوع بسبب كم الشتم والسب الذي تلقاه من بعضنا على أن تكون له ردة فعل خاطئة .!!


 طبعًا شيء من هذا لم يفكر فيه ، ولن يفكر فيه المسؤولون،  فالتصدي لحرية الرأي وقمع الفكر أمر مزروع في صدر وعقل كل من يتبوأ منصبًا في هذا الإقليم التعيس  وفي هذه الأيام في أصبع كلن من يملك حسابًا في "تويتر" .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم