مزاعم ألحق الإلهي (2)

الوهم العربي في التفوق

 

**   عجز العرب عن قتال اسرائيل فتفرغوا لقتال بعض

 

**    " الغرب ما درى عن هوا داركم"

 

العرب بدأوا الصراع " قوميًا " ووطنياً . لم يكن صراعهم صراعًا بين اليهود والعرب ، ولا بين الاسرائليين والفلسطينيين . بل كان صراعًا قوميًا وطنيًا مع الاستعمار في البداية، ثم مع وضد الإمبريالية بعد انحياز أغلبية العرب نحو المجتمع الاشتراكي الدولي . وهكذا قيل وربما لا يزال يقال لنا. أن الغرب يطمع في ثروات العرب. وأن الغرب مرتعب من إحتمال نهضة العرب وتقدمهم لأن ذلك سيقضي على التفوق الغربي . العرب في نظر القوميون يحتلون وسط العالم ويتحكمون في التجارة الدولية " حتى الآن يبدوا أن القوميين العرب لا يعلمون بكروية الارض " . العرب هم بعبع الغرب.. لهذا "زرع" كما تصر أدبيات القوميين والوطنيين، زرع الغرب اسرائيل في قلب الوطن العربي لضمان تأخره وإبقائه رهن التخلف والتشتت .حتى لا ينافس ويبتز الغرب أو يتفوق عليه...!!

 

الغرب سمح بتطور الصين ، بل شجع تقدم اليابان . وساعد نمور آسيا في كوريا وسنغافورة وماليزيا . وحالياً تتقدم الهند في محاولة لدخول عالم الكبار الثلاثة ولا  أحد يعترض أو يعرقل التقدم الهندي . والولايات المتحدة ساعدت باكستان نووياً .  فقط العرب ، وحدهم من يخشاهم الغرب ووحدهم من يضع الغرب باجتهاد العراقيل أمام نهضتهم .!!!

 

قرن كامل مر على الثورة العربية العظمى . من أيام الشريف حسين . ثار العرب وطنيًا ، وثار العرب قوميًا .كانوا قوميين .. تحولوا إلى اشتراكيين وبعدها إلى شيوعيين . وانتكسوا بفضل الرئيس المؤمن وأقرانه إلى الإسلام.... ولم تزدهم كل هذه التحولات إلا تخلفاً . وغوصاً عميقاً في مستقنعات الفقر والجهل .. وحالياً الإقتتال. عجز العرب عن قهر الغرب ، أو كما يقال ربييته اسرائيل .. فتفرغوا- هذه الايام بالذات - لقهر بعض.

 

بالكويتي ، ونعتذر للقراء العرب لأن ليس هناك أبلغ هنا من أن " الغرب ما يدري عن هوا داركم" . أي أن الغرب ليس لديه أدنى إهتمام بكم أو بتقدمكم وحضارتكم المزعومة وإلا لكان اختبر الرياح التي توصل أشرعته إليكم. " حضارتكم المزعومة " وصفٌ لم يأت من فراغ أو حتى مبالغة . إذ ليس للعرب حضارة ، ولم يسهموا بشكل جدي في التاريخ الإنساني. وإذا ادعى البعض أنهم قَدَّموا " الإسلام" فأنهم مع تحفظنا على هذا، فإن الإسلام من عند الله وليس من عند العرب ويعود تاريخيًا إلى اليهود وقبلهم إلى سكان ما بين النهرين .

 

الحضارة،،  أن كانت هناك حضارة في المنطقة ، كانت حضارة "اسلامية". أساسها المسلمون الفرس ، وعمادها الآشوريون، النسطوريون واليعاقبة الذين تولوا بهمة مهام الترجمة ونقل الفكر والعلم اللاتيني واليوناني إلى العربية . وليس ادل على ذلك أن الخلافة الأموية التي حكمت بنفس عربي واستقرت قرنًا كاملًا لم تقدم شيئًا للبشرية.  حتى التدوين الديني ، والذي ليس هو علمًا ولا هم يحزنون ،  لم يبدأ إلا بعد سقوط الدولة الأموية . وكأن العرب أو الأمويين بالذات كانوا على عداء مع العلم والحضارة ، وفي واقع الأمر كان العباسيون  كذلك وأشد .


قُرب العباسيون الجغرافي من الفرس والآشوريين، وارتكاز حركتهم المعادية لبني أمية على الموالي من غير العرب ، هذا نزع الصفة القومية العربية عن الخلافة . وأكسبها صفة إسلامية حقيقية مما وفر لها سبل التواصل الثقافي والإنعتاق من الإنغلاق العربي الذي التصق بخلافة بني أمية .

 

والى الغد..

 

اضف تعليقك :

أحدث أقدم