كمواطن كويتى..عاش ونهل من القيم الكويتية الشعبية .. أستطيع أن أقول بثقة أن الكويت لن تكون آخر المطبعين مع الكيان الصهيونى فقط .. بل الكويت لن تطبع أبداً مع الصهاينة..ولو باع آخر فلسطينى آخر ذرة تراب من فلسطين للكيان المغتصب !!
الذي كتب هذه التغريدة قبل أيام من المفروض أن يكون شخصًا إنسانيًا يدافع عن حق الإنسان الفلسطيني في استرجاع أرضه . لكن هذا الكاتب يقرر بكل ثقة أنه يملك الحق في مصادرة إرادة الإنسان الفلسطيني ومحو وجوده وفرض وصايته الجبرية عليه. العدو أو ما يسمى بالعدو الصهيوني صادر أراضي الفلسطيني أو بعضها . الأخ "كشت" في كل شيء إرادة الفلسطيني وأرضه وحتى كرامته التي يزعم الدفاع عنها . ليس هذا وحسب بل تمادى إلى حد إتهام الفلسطيني ببيع أرضه وخيانة وطنه أو بالأحرى وعلى الخصوص وبالأشد أيضًا خيانة ما يسمى بالأمة العربية والديانة الإسلامية .
لا يحق للفلسطيني أن يتصرف بأرضه أو أن يقرر مصيره . هكذا يرى " الإنساني" العربي وجوب التعامل مع قضية أو مشكلة فلسطين. ومع هذا هو يزعم بصفاقة أنه يدافع من منظور إنساني وشرعي عن الحق الفلسطيني المسلوب والكرامة الفلسطينية المنتهكة.
بالمناسبة أنا لست على الإطلاق مع ما يسمى بالتطبيع، ولست متحمسًا له ولا معترضاً عليه . بكل بساطة ، أنا أعتقد أن القضية هي قضية الشعب الفلسطيني ، وليست قضية المسلم الفلبيني أو حتى العربي الكويتي . لهذا يجب أن تبقى في يد الفلسطينيين مثل ما نتمنى أن تبقى أرضهم . ليس عدلًا أن تطالب بإنصاف الإنسان الفلسطيني في الوقت الذي تسلب فيه إرادته وتصادر حقه في تقرير المصير.
الفلسطينيون لم يبيعوا أراضيهم كما إتهمهم ولا زال يتهمهم البعض . ولن أقول لن يبيعوها فلست من يملك التقرير عنهم . لكني على ثقة أنهم وحدهم من يقدر قيمتها وهم وحدهم من يقرر مصيرها ، وهم وحدهم وليس مناضلي الفنادق والمولات هذه الأيام من يقرر "تكلفة" الإحتفاظ بها .
مشكلة فلسطين أن العرب من البداية قرروا أن إسرائيل هي العدو وهي الخطر الأساسي على أمنهم . ولا اعتراض هنا فهم على ما يبدو على حق . لكن العرب تمادوا وحولوا القضية إلى صراع أزلي بين العرب والإسرائيليين ، وهذه الأيام بين المسلمين واليهود . وصادروا حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بحيث أن الكثير من الحلول السلمية أو الوسطية التي كانت ممكنة وكانت حتى مقبولة مما يسمى بالكيان الصهيوني تم رفضها والترفع عنها بحجة أن المطلوب "كامل التراب الفلسطني" .
الفلسطينيون هذه الأيام لديهم سلطة وقيادة منتخبة تمثلهم وتحدد ما بالإمكان تحقيقه لهم . المفروض في السادة العرب والمسلمين أن يحترموا ارادة هذه السلطة التي هي إرادة الشعب الفلسطيني والتي هي "قدراته" وامكاناته في مواجهة المآزق التي قادها التعنت العربي اليه .
إرسال تعليق