قبل سنوات تجرأت على حضرة صاحب السمو - أعانه الله - على مرضه وسألته إن كان يفكر بالتقاعد. أخذ سموه الأمر بروح رياضية وتبسم كالعادة وقال " ليش ... مليتوا مني " . تشجعت بتجاوب سموه الودي واستذكرت معه الظروف التي مرينا بها إبان تدهور صحة الشيخ جابر وعجز الشيخ سعد رحمهما الله. وذكرته بأنه لولا وجود سموه ولطف الله لحدث ما لا يحمد عقباه. ولهذا فإننا نخشى أن نمر بذات الأحداث ولكن هذه المره بلا وجود حماة ومراجع عليا يلجأ لها الجميع. طبعًا طمني وقال " لا تحاتي الأمور بخير " وسموه ولي العهد الشيخ نواف قادر على السيطرة على الأمور.
طبعًا مر على هذه الحادثة سنوات، الآن حضرة صاحب السمو يرقد مريضًا منذ أسابيع في المستشفى، والديوان الأميري لا حس ولا خبر، مما يعني بوضوح - يتجاهله الديوان - أن الأمور " ليست على ما يرام أو ليست كما نشتهي " وحالنا اليوم يكاد يشبه حالنا بالأمس. صحيح أن سموه ولي العهد-نائب الأمير-لا يزال يتمتع والحمدالله بالصحة والعافية، وصحيح أنه كما قرر صاحب السمو أنه قادر على ضبط الأمور ... ولكن .. مصائر الشعوب يجب أن لا تخضع للقدر أو تترك أسر الصدف.
وما قد لا تتحمله الكويت. خصوصًا إذا أخذنا بالإعتبار أن استعادة حضرة صاحب السمو الأمير لقدراته على ممارسة صلاحياته الدستورية قد تستغرق وقتًا طويلًا... أمام ما نسمع ،نرى من تحفز البعض وتصيد البعض الآخر، بل وحتى التهديدات أو التحريض الذي مارسته جهات عديدة.. أمام كل هذا فإن ضبط وحسم الأمور ضرورة وطنية خصوصًا وإن لدينا الآن من هو ومن هم قادرين على القيام بها بشرعية دستورية ليست محل نقاش.
آباؤنا الأولون كانوا واضحين وصريحين في معالجة الأحوال العسيرة والظروف القاهرة مثل التي نمر بها اليوم. لهذا تضمن الدستور، أو بالأحرى، قانون توارث الإمارة الذي هو جزء من الدستور، تضمن بمباشرة وبوضوح وتنبؤ حكيم أيضًا أمر معالجة عجز ولاة الأمر أو تقدمهم في السن. ولم يترك المؤسسون الأمر للصدف أو الأهواء بل حددوا بدقة، كيفية معالجة خلو منصب الإمارة أو ولاية العهد أو عجز الأمير أو ولي عهده.
إن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كما هو متبين من الأحداث غير قادر على ممارسة صلاحياته وفقًا للمادة الثالثة من قانون توارث الإمارة، وحتى إن كان قادرًا جزئيًا فيجب أن نتلهف به ونعطيه من مشقة ما يواجه. خصوصًا وأنه من قال أنه سمو ولي العهد فيه الخير والبركة والقدرة على تولي الأمور. لهذا فإن تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة واجب دستوريًا.
لم يكن سهلًا علي كتابة هذا المقال ... فالشيخ صباح حضرة صاحب السمو أمير البلاد، شملني بعطفه ورعايته طوال السنوات التي عرفته بها. لكن حقائق الحياة لا تهمل، ومصائر الشعوب كما قلنا لا تنكر، وما قِّدر لنا لا مفر منه.
في آخر لقاء لي مع حضرة صاحب السمو قبل استفحال مرضه بقليل سألني عندما هممت بالمغادرة " كم عمرك " استغربت السؤال المفاجئ بس طبعاً جاوبت ... أربع وسبعين فقال مبتسمًا " أنا واحد وتسعين .. أنطرك " !!!!.
الله يوفقك ياولد عمي
ردحذفمن أبلغ ماكتب وماقيل في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الكويت، حفظ الله صاحب السمو وولي عهده وشملهما بعنايته.
ردحذفاسأل الله ان يلهمنا أن نفكر ونخطط ونعمل واضعين كافة الاحتمالات بين أعيننا. صح لسانك أستاذ عبداللطيف هذا ماتعودنا أن نجده دائماً في مقالاتك البناءة وقلمك المتميز.
مقال جرئ جدا من حيث التوقيت و المضمون ،
ردحذفاتمنى لصاحب السمو موفور الصحة والعافية و لكن اتمنى ان نعيش باستقرار في قادم الأيام ،،
سموه لا يزال على قيد الحياة و الصراعات بدأت بعد الاعلان عن مرضه ،،
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه
لم أَجِد من الكلمات ما أعبر فيه عن اعتزازي بتفكيرك بصوت عالي. وإنك بهذا قد عبرت عما يجول بخاطر الكويتيين من قلق أن يترك مصيرهم للقدر أو أسر الصدف كما تفضلت في مقالك🙏🤝🤝🤝🤝🤝🤝🤝
ردحذفالتوقيع: (كويتي قلق)
إرسال تعليق