مشكلتنا الأساسية أنه ليس لدينا إقتصاد، وليس لدينا إنتاج ومنتجين. الاقتصاد هو الذي يشكل المجتمع وتُبني عليه ومن أجله السياسة. نحن ليس لدينا غير النفط، والنفط يستخرج ولا ينتج. وحتى العاملين في استخراج النفط لا يشكلون أي نسبة في المجتمع. الأغلبية " بطالية " والكل يتعيش على إنتاج النفط... وهنا المشكلة الأساسية.
حتى نتطور وحتى نتقدم يجب أن نتحول إلى مجتمع منتج وشعب "عامل". العامل يدافع عن عمله ويطالب بأجر عادل لجهده ويعمل على خلق الظروف والبيئة المناسبة لمواصلة إنتاجه. أما غير العامل أو البطالي كحالتنا فهو يسلم أمره ويتبع من ينفق عليه.
لهذا نحن لدينا شعب غير معني أساسًا بالإصلاح أو التنمية لأنها ستسلب مكتسبات الكسل وامتيازات الوفرة النفطية التي تعوَّد عليها.. وأغلب ظني أن سبب المعارضة العارمة التي قابلتها وثيقة الإصلاح أو وثيقة الكويت كما تسمى تكمن في خلوها من أي إشارة إلى إسقاط القروض أو تأجيل الأقساط أو تقديم منح للمواطنين.
يجب بناء اقتصاد منتج من أجل خلق شعب واع ومدرك لمهامه ومستبسل للدفاع عن حقوقه. وحاليًا لدينا فرصة ذهبية قدمها صاحب السمو أمير البلاد وهي رؤية 2035، بناء مدينة الحرير وإعادة الكويت إلى سابق عهدها كمركز تجاري لعموم المنطقة.
لكن بناء مدينة الحرير وتشغيلها يجب أن يكون بايد كويتية وبعمال كويتيين وليس باستيراد العمالة الوافدة وبالإحلال المتواصل للعامل الأجنبي محل الكويتي. إن التقدم إلى مدينة الحرير يتطلب إعادة نظر في الأجور والرواتب وتعديلها بحيث تكافىء العامل الفني وتنتصر للأعمال الشاقة بدلاً من هذا الانحياز الغبي للأعمال المكتبية والوظائف الإدارية. أول ما يتطلب انشاء المعاهد والكليات اللازمة لتخريج واعداد وحتى إعادة تأهيل عمال موظفي المدينة.
إن مقولة وزير الحكومة في المجلس " الوطني " قبل الغزو والذي قال بأن الحكومة لن تسمح بأن يعمل الكويتي " زبالاِّ " يجب أن تصحح. فالعمل الشريف أفضل وأكرم من البطالة. ودعوة أحد زعماء المعارضة الى تحصين الكويتي بحيث لا يعمل " صبياً " عند التجار يجب أن يعاد النظر فيها فهي دعوة واظحة وصريحة الى استبعاد المواطن عن العمل الجاد في القطاع الخاص وإبقائه رهن البطالة المقنعة في الجهاز الحكومي.
الناخب تم غسل دماغه قبلياً ودينيا منذ حل مجلس 1976 وحتى الآن. لهذا فإن المطلوب تغيير اقتصادي وثورة اجتماعية تعيد الإنسان الكويتي إنسانيته وتحرره من سلطة المجتمع الريعي ورواسب العقلية الدينية والقبلية التي فرضتها قوى التخلف في السلطة عليه خلال نصف القرن الماضي.
إرسال تعليق