صعب علي أن أرثـي الشيخ صباح،لأنني هنا أرثي رجل دولة حافظ على أمن الكويت داخليًا وخارجيًا. قادها بسلام وأمان في خضم هذا الموج المتلاطم في محيط المنطقة غير المستقرة.
ويصعب علي أكثر رثاءه لأنه بالنسبة لي كان معرفة منذ بداية السبعينات. بعد خروجنا من السجن حيث دعانا، الصديق أحمد الديين وأنا بواسطة مدير مكتبه آنا ذاك السفير عبدالله بشارة.
وكان الشيخ صباح في الواقع أول من دعانا لمقابلته من أقطاب الأسرة وبعدها دعانا الشيخ جابر العلي والشيخ جابر الأحمد رحمهما الله .
بعد الغزو توثقت علاقتنا أكثر وأصبح الشيخ صباح بالنسبة لي أباً عطوفا وأخاً كريما وكان أيضًا صديقًا معنيَّا بأمري وشؤوني الخاصة، وبالذات اغترابي في الخارج.
فقد استمر ينصحني بضرورة العودة والاستقرار في الكويت رغم أنني في كل مرة كنت أرد بقسوة رافضًا العيش في بلد تنعدم فيه الحرية ( الاجتماعية ) وتهيمن عليه مجاميع التخلف الديني.
وصعب رثاء الشيخ صباح في وجهة نظري على كل أبناء المنطقة من حولنا. فقط كان صمام الأمان والمحافظ على الاستقرار والسلامة وحتى مصالح كل الأطراف المتنازعة فيها. لم ينزع فتيل الأزمات نهائِّيا فهي أكبر وأعمق من أن تحل في مؤتمر أو تنهيها محادثات جانبية. ولكنه نجح في تهدئتها وتمكن - حتى الآن - من تجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الاختلاف.
الشيخ صباح اضطلع بدور الأب، ليس للكويتيين وحدهم. بل شمل حنانه واهتمامه أبناء اليمن وسوريا وحتى العراق. وكان كريمًا ومتسامحاً حتى مع ما يسمى دول الضد، فهو الذي قاد سياسة المصالحة وفتح صفحة جديدة في العلاقات معها.
كان رجل دولة ورجل عائلة أيضا. وفي رأيي فإن هذا سبب نجاحه وسبب تعلق الكويتيين به ومحبتهم له. كان رجل عائلة فهو لم يهتم بأبنائه وأحفاده فقط، ولكن شمل بعطفه ورعايته أبناء إخوانه وأخواته وبقية شباب العائلة الحاكمة الذين حرص على تدريبهم وتهيئتهم للعمل السياسي والإداري.
مآثر الشيخ صباح عديدة وكبيرة. وهي ليست فقط صروحًا تقام أو مبان تشيد رغم أنه في عهده بني وأنجز الكثير. لكنها مآثر إنسانية سكنت أفئدت الكويتيين وأثارت إعجاب وانبهار أبناء المنطقة والعالم.
رحم الله الشيخ صباح وتعازينا الى حضرة صاحب السمو الأمير والشيخ ناصر وحمد صباح الأحمد وبقية العائلة الكريمة والشعب الكويتي والى كل من مسته مآثر وحسنات الشيخ صباح.
رحم الله الأمير / صباح الأحمد الجابر الصباح
ردحذفوأعان الله الأمير /نواف الأحمد الصباح على حمل الأمانة
ونشوف هواك بالأيام المقبلة، وين يوديك يا أستاذ ؟!!
إرسال تعليق