الله يرحمه الشيخ صباح قال عندما كان رئيساً للوزراء إن حضرة صاحب السمو الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد هو الأمير السادس عشر ..!! كان ذلك بوجود الأمير الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد ولي العهد رحمها الله وبالطبع الأمير الراحل نفسه.
أي أن ولاية العهد يحسم أمرها وفق تقاليد معينة وأصول متبعة وربما راسخة عند الأسرة الحاكمة. وليس عبر إعلانات وتعليقات أو استفتاءات " تويتر " كما يعتقد البعض بسذاجة هذه الأيام.
بل إن المرحوم الشيخ صباح قال لي شخصياً عند حديثنا عن أحد أقطاب الأسرة أنه " أطيب مني وهو الأمير السابع عشر للكويت " .. ولن أكشف عن الاسم لأن أمر ولاية العهد أولاً هو شأن أميري خالص، ولا أعتقد أن من حقي التدخل فيه .. ولأنني ثانياً لا أريد أن أنضم إلى جوقة المرشحين السمجين لولاية العهد.
الدستور فوَّض " الأمير " وحده حق ومسألة إختيار ولي عهده. الأمة أو برلمانها بالذات من حقها الامتناع عن مبايعة ولي العهد ولكن ليس من حقها تزكيته. بل حتى في حالة الرفض فإن مجلس الأمة لا يملك تزكية أو إختيار ولي العهد، بل عليه أن " يقبل " بأحد ثلاثة يزكيهم الأمير وحده أيضاً.
هذا يعني مرة أخرى أن ولاية العهد شأن أميري خالص، وإذا لم تكن من شأن مجلس الأمة فهي بالتأكيد ليست شأناً ولا حتى هماً " تويترياً ".
يعين الأمير رئيس مجلس الوزراء " بعد المشاورات التقليدية "... هكذا جاء في الدستور .. فالأمير يشاور أمر رئيس حكومته. أما ولاية العهد فهي حق فردي للأمير إذ يقوم " منفرداً" بتزكية ولي العهد.
لهذا فإن نصيحتنا للحالمين وربما المسترزقين في " تويتر " بنسيان أمر ولاية العهد. فهي حق فردي خالص لأمير البلاد قرره المؤسسون الأوائل عن فهم ودراية. إذ لو ترك الأمر كما يريد المتنافسون حالياً لكثرت الترشيحات ولتحول الأمر الى معركة ربما تكون شرسة وعدوانية بين أبناء الأسرة.
وقد تمتد عدواها فتطال معظم الكويتيين وهذا ما أراد المؤسسون الأوائل تجنيبنا إياه بحصر الأمر عند الأمير وحده. لنرضخ للدستور ولنحترم حق الأمير الخالص في " تزكية " ولي عهده فهذا ما اراده وخطط له العقلاء من المؤسسين الأوائل.
إرسال تعليق