تحية للمواطنات اللاتي عبرن في ساحة الإرادة عن غضبهن ورفضهن للاضطهاد والعنف غير المبرر الذي يمارس على المرأة في هذا البلد . وتحية أيضًا لكل من اعترض او استهجن التعامل غير العصري وغير الديمقراطي مع النساء بشكل عام .
ورفض كامل لكل التعبيرات الفجة والدعوات الشوفينية الذكورية التي اكتفت بالمطالبة بتفعيل عقوبات الشنق والإعدام . ورفض لكل من يريد والإكتفاء بإدانة المعلول والتغاضي عن العلة ، والاكتفاء باستنكار النتائج والتغاضي عن الأسباب .
الذي قتل او الذين قتلوا النساء هم "ضحايا" قبل ان يكونوا مجرمين . ضحايا التقاليد والمواريث المزدرية ، للمرأة والحاطة من شان الإناث وإلقاء كافة خطايا الإنسانية عليهن.
الذين تعالت صيحاتهم مطالبين بالشنق والإعدام ، هم في حقيقة الأمر يحاولون التغطية على حقيقة أنهم ومعتقداتهم البالية ، سواء الدينية او التراثية هي التي تسهل اضطهاد البشر والنساء بشكل خاص . ما كان قتل المرأة ليكون بهذه السهولة لو لم يترب المجتمع بكامله على احتقارها والتقليل من شأنها ومساواتها مع الدواب كما يروي البعض .
المطلوب ليس إعدام القاتل ولا حتى إدانته ، فهو في النهاية تلميذ نجيب لمدرسة التخلف والتعصب . المطلوب "فصل" الأستاذ وهدم مدارس التمييز وفصول تلقين الامتياز والتفوق الذكوري . القاتل ليس من يطالب المندفعين والمتسترين على أنفسهم بإعدامه وشنقه ولكن القاتل الحقيقي هو التعصب والتخلف المعشش في عقول وقلوب الكثير من أبناء هذا المجتمع مع الأسف .
لهذا وفروا أصواتكم ، وتصارحوا مع أنفسكم وستجدون ان الطريق الحقيقي والفعال لحماية النساء وتجنيبهن الاضطهاد والاذى المتواصل والمستمر ضدهن ، هذا الطريق يكمن في تعديل القوانين والإجراءات التي تسهل او بالأحرى تزين للذكر مسألة اغتصاب او اضطهاد الأنثى . وقبل تعديل القوانين يجب تعديل التربية وتجاوز المعتقدات الدينية والاجتماعية التي حملت منذ الأزل "حواء" او المرأة اوزار وخطايا البشرية.
المطلوب تصفية وشنق وإعدام معتقداتكم وليس من دربتوه وربيتوه على تصغير المرأة وتصحيحها بوصفها أصلًا ضلعًا أعوج .
إرسال تعليق