الكويتي الأصلي ديمقراطي


 

سنة 1982  أول ما وصلت امريكا ، كنت في النادي العب "بريدج" عندما وضعت إحدى الزميلات ورقة أمامي وقالت "وقع" . قلت على ماذا اوقع  ؟.

 قالت هذه مطالبة منا لنوابنا في البرلمان بجعل التأمين على السيارات إجباريًا.   وقتها كان التأمين في ولاية واشنطن اختياريا . طبعًا قلت لها انا لست مواطنًا امريكيا ، ووقتها لم أكن أملك حتى إقامة ، فكنت لا أزال على فيزا زيارة. تجاهلت كل هذا وكأنها لم تسمع ، وقالت بحزم "عندك سيارةقلت لها طبعًا فردت بحزم أكثر وقع . فطبعًا وقعت ومر القانون الذي "كنا " نطالب به  . واصبحت - بكرت زيارتي - احد المؤثرين في التشريعات الأمريكية. 

القصد هنا واضح ، وهو ان المقيم في مجتمع يتعرض لظروف وملابسات لا تفرق بين المواطن وغير المواطن . الفرق او الاساس في  مَثلنا هنا هو حيازة السيارة ، اذا عندك سيارة فمن حقك ان تبدي رأيك في قوانين وأنظمة المرور . أصلك او فصلك ليس له علاقة بالأمر.

استعيد هذه الواقعة بمناسبة العنفالأيديولوجي" الممارس ضد الوافدين هذه الأيام . وهذا الكم من الاضطهاد والتمييز الذي يطالب بممارسته البعض ضد كل من يختلف عنه عرقًا او اصلا او ملة .

دستور دولة الكويت الذي سنه الكويتيون أكد بشكل واضح على ان بعض الخدمات او العناية التي توفرها الدولة هي ل "الكويتيين" . فمثلًا حق التعليم مكفول  للكويتيين كما جاء في الدستور ، حق العمل أيضًا مكفول للكويتيين وليس لكل من هب ودب . والرعاية الاجتماعية بكل فروعها تكفلها الدولة للمواطنين دون غيرهم

لكن الحقوق والكرامات هي مكفولة لكل الناس . كل الناس سوريون او مصريون او بدون ، كل الناس مهما كانت اصولهم او فروعهم او ديانتهم هم متساوون في الحقوق الإنسانية ولكل منهم أيًا كان اصله او فصله ان يعبر عن رأيه وان يمارس حريته الشخصية سواء انزعج من ذلك المتخلفون او تذمر المتعصبون .

الدستور الكويتي الذي وضعه الاباء والأجداد ينص على ان لكل فرد وليس لكل كويتي فقط ان يخاطب السلطات العامة ، يعني بالعربي من حقه ان يناقش التطعيم او ان يتذمر من الغبار، فهو مثل الكويتي معرض للوباء ومثل الكويتي يستنشق الغباروالدستور الكويتي أكد على ان لكل انسان حق التعبير ولم يقل للكويتيين فقط .

هذا الدستور وضعه الكويتيونالأصليون" . نعم الأصليون فهذه هذه هي اللغة التي يفهمها من يعتقد ان الكويت له وحده . وان المواطنة وحقوقها هي لمن سبق ولبق . الكويتيون الأصليون حرصوا على المساواة بين الناس وعلى إحترام كرامات الجميع واي من يعترض على ذلك وفي مقدمتهم حكومتنا ووزراؤنا انفسهم ..  وبذات النفس العنصري  ليس كويتيًا أصليًا

اضف تعليقك :

أحدث أقدم