تعليقات وردود افعال "الفحول" العرب على الفيديو الذي صور عمل انثى كويتية في احد الكراجات ، تعليقات وردود تثير القرف والاشمئزاز وقبل ذلك الغضب المشروع . فأغلب هذه التعليقات رغم رفقها المزعوم بالمراة هي نتاج تعال واحتقار يكنه الفحل العربي للمرأة. وما يغضب ويثير السخط ان هذا التعالي والتحقير يغلف دائما بدعاوي حماية الانثى وصون كرامتها .
الفحول الذين ابدوا شفقتهم على الفتاة العاملة بل واستنكر بعضهم في ذات النبرة المتعالية ان تعمل امراة في مهنة كهذه . هؤلاء الفحول، اين كانوا عندما كانت امهاتنا واخواتنا وبناتنا يجثين على ركبهن ل "خم الحوش" اويغسلن قدور العائلة او حتى ثيابها .. لماذا لم ينزل فحل على ركبته – طالما انه يتمتع بهذا الحس الرقيق- ويساعد امه او اخته او زوجته في الكنس والغسل والتنظيف.
بل لندع هذا فربما هو نتاج تقسيم العمل .. هل يعتبر الفحل الذي علق على مشقة العمل في الكراج ، هل يعتبر التحطيب وجلب "غالونات" الماء من البئر او العين عملا سهلا ..!! وماذا عن دبغ الجلود وخض اللبن وصناعة ورتق الخيم ؟ هل هذه اعمال خفيفة ولطيفة واقل جهدًا ومشقة من معظم اعمال اليوم التي لاتتطلب سوى ضغط زر او تدوير صمام .
مشكلة الفحل العربي انه لم يعمل على الاطلاق. فجميع الاعمال قامت بها المراة .. ولهذا فان الفحل اياه يحتقر العمل ويحتقر تبعا لذلك المراة . العمل كان في بداية المجتمعات للاسرى ، ثم للاسرى الذين تم استعبادهم . وعندما وجد الفحل مشقة وخطرا في اسر واستعباد الاخرين لجأ الى استعباد وإذلال امه واخته وزوجته.
لجأ الى ذلك بدلا من ان يشمر عن ساعديه ويحطب او يجلب الماء او يصنع ما تحتاجه العائلة ... ومن يومها والى اليوم – بفضل النفط- فان الفحل العربي لا يعمل ولا ينتج . واختصر مهمته في الحراسة والحماية او دق القهوة وحمس الهيل في ابعد تقدير .
إرسال تعليق