من يصرون على وصف أنفسهم بالمعارضة فقدوا عقلهم ، رغم اننا نعتقد أنهم أصلا بداوا نشاطهم السياسي بلا عقل . وليس هناك أبلغ دلالة على جنونهم وخلطهم من وصف أنفسهم بالمعارضة . فهم في حقيقة الأمر، يسعون بقوة للحفاظ على واقعنا المزري ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ..بل لن نخطئ او نبالغ على الاطلاق ان قلنا بأنهم يسعون الى جرنا الى الخلف . هم ضد اي تغيير او انحراف عن الدولة الريعية او اي تصحيح لأخطاء وهفوات العقود السابقة التي ارتكبتها السلطة بحسن نية او بتخطيط واع ومدروس . هم اذن .. رجعيون وفي احسن الأحوال محافظون وليسوا على الاطلاق بمجرد معارضة .
معارضة آخر زمن ... بدلا من ان يطالبوا بتصويب أخطاء الماضي التي تجلت في الاعتداءات المتكررة من قبل قوى الردة ، في السلطة وفي المجتمع بشكل اساسي ، على المبادئ الديمقراطية وعلى الدستور وعلى الحياة العامة ، بدلا من ان يطالبوا بتصحيح ووقف هذه الاعتداءات يتفننون ويبالغون في في اقتراحات تقسيم الثروة ونهب الدخل الوطني .
هم مثل السلطة او يبزونها في تملق الناس وفي دغدغة مشاعرهم وفي استرضاء الناقمين او "المتحلطمين" منهم ... الفرق مع الاسف ان السلطة تفعل ذلك بذكاء وبحسبة واتقان .. الاخوان المعارضون يفعلون ذلك بغباء وجنون .
يتعهدون للناس بتوزيع ارباح مؤسسة التأمينات ..رغم انهم مثل اي مؤسسة او حتى مسؤول في دولة الكويت لا يملكون على الإطلاق ولا حق لهم واكرر لا حق لهم ولا لغيرهم ايضا التصرف في أموال مؤسسة التأمينات لأنها ملكية خاصة لمنتسبيها . ويقرر مصير سياساتها مجلس ادارتها وليس حكومة او مجلس أمة الكويت . ويحكم سياساتها قانون انشائها وتحديد مهامها والمحصورة، اي المهام ، في رعاية العاملين و "تأمين" مستقبلهم وليس استرضائهم ودغدغة مشاعرهم .
يريدون حسب بيانهم الأخير إسقاط القروض الإستهلاكية ...هكذا بلا تاريخ او تحديد بل يرتفع سقف الجنون هنا ليصل الى المطالبة، ليس بإسقاط القروض وفوائدها، بل بإعادة هذه الفوائد الى ما يسمى بالمواطنين المعسرين. اي مكافأة وتشجيع من تنصل من مسؤوليته ، ومن انكر وعوده وما قطع من تعهدات . تماما مثلهم هم ، فهم تخلوا عن مبادئهم وتعهداتهم وقسمهم الدستوري .
يريدون بسبب حقدهم وخلافهم مع رئيس المجلس ان يهدموا الركن الأساسي في النظام الديمقراطي كله . يريدون تحويل التصويت الى تصويت علني في اعتقاد منهم انهم سيكسبون بذلك . متناسين او بالأحرى جاهلين ، وهو الأرجح ، ان التصويت العلني هو سلاح بيد "السلطة” اي سلطة ، للتحكم بالمصوت وتهديده ، سواء كان ناخبا او نائبا او ايا كان . العلنية تتيح للسلطات ممارسة القهر والإرهاب ... والسرية وهي المبدأ الديمقراطي الأصلي المعتمد في التصويت تكفل ل "المواطن" نائبا او غيره ممارسة حقه ودوره بلا تهديد او خشية . حقد معارضة آخر زمن على مرزوق الغانم يدفعهم بجنون الى استلاب المواطن حقه والانتقاص من ضماناته وضرب الحائط بأصول وتقاليد النظام الديمقراطي .
ومع كل هذا الخبال والجنون يطرحون أنفسهم بديلا متقدما وناجحا للحكومة ... لا ياعمي خلكم بحالكم وخلونا بحالنا... فإحنا مثل ما وصونا اهلنا متقضبين في مجنوننا.
إرسال تعليق