بيان ما سموا انفسهم بجمعيات النفع العام والمجتمع المدني ،وهم ليسوا جمعيات نفع عام بل جميعات هيمنة وتوجيه . وهم جمعيات اغلبها دينية سنية وشيعية ايضا . هذا البيان يستنكر تشويه ما يسميه بالقيم الدينية والتقاليد الكويتية .
طبعا من المتوقع ان تتخذ مثل هذه الجمعيات الدينية هذا الموقف من مسلسلات رمضان . فهي لا تحارب الفن فقط ، بل تحارب حتى الغناء والسماع . ولكن لم يكن متوقعا ان يكون نادي الكويت للسينما من ضمن الموقعين على بيان الشجب والاستنكار. هذا ، وليست تواقيع الجمعيات الدينية التي يهيمن عليها الاخوان المسلمون ...اشهر واشد المناهضين لكل رقي وتقدم مدني .هذا وليس تواقيع الجمعيات الدينية ما دفعني للرد على هذا البيان . فهذا الموقف متوقع ومقبول من جمعيات التخلف والتزمت ، فهذه وظيفتها وهذا سبب وجودها وليس لدينا اعتراض على هذا الوجود ولا استغراب لهذا الموقف ...لكن نادي الكويت للسينما ...!!! يبدو ان السلف والتلف قد سيطروا عليه مثل ما سيطروا على جمعية حقوق الانسان .
الديمقراطية تعددية وتنوع وحق لكل مجموعة او فرد في المجتمع بأن تكون له الفرصة والقدرة على عرض آرائه او الاعتراض على آراء او سلوك الآخرين . وهو ما يفعله الإخوان وبقية قوى التخلف التي وقعت على ما يسمى ببيان جمعيات النفع العام . هم يعبرون عن آرائهم ويعترضون على آراء الغير ...وهذا حقهم ومطلوب منهم ذلك ، إذ بدون الاخذ والرد ، الشد والجذب لن يكون هناك تطور او رقي . لكن لماذا يحق للاخوان ما لا يحق لغيرهم ..؟ لماذا لا يملك اصحاب المسلسلات حرية نقد وتغيير او الاعتراض على تقاليد الاخوان وبقية قوى التخلف والتقدم ايضا في المجتمع ؟.
في منتصف السبعينات من القرن الماضي ، تم فصل القناة الاولى عن القناة الثانية وبدأت هيمنة وتوجيه السلف والتلف وقوى الردة للاعلام والتلفزيون بشكل خاص . تم منع جميع المسلسلات الاجنبية " المدنية" ..اكرر المدنية المتحضرة العصرية ... وبدأ الترويج المكثف للمسلسلات البدوية الصحراوية ولمسلسلات الريف المصري. ولم تعد تسمع من تلفزيون الكويت ، وفي الواقع تلفزيونات الخليج غير ثغاء الغنم ونقيق ضفادع حقول الذرة . في الوقت الذي تم فيه الحجر على المسلسلات والمنوعات الاجنبية الراقية وتم وقف مسلسلات مثل كولومبو وكوجاك وكنغ فو وروائع القصص وغيرها من مسلسلات وبرامج مدنية حضرية عصرية .
وما سمح بعرضه تم تشويهه بشكل سقيم لدرجة انهم كانوا يقطعون قبلة الطفلة البرئية لأبيها قبل النوم . حتى القبلة السريعة على الخد التي يمنحها الزوج لزوجته قبل المغادرة او العودة من العمل تم حذفها وتشويه العلاقة الحميمة بين الأزواج .
يعني عاداتنا وتقاليدنا الأصلية التي نشأنا سينمائيا او تلفزيونيا عليها كانت تبيح التقبيل وعرض الحياة المدنية ونشر القيم العصرية للمجتمع الغربي . هذه كانت عاداتنا وتقاليدنا منذ بداية التلفزيون . تربينا على انا احب لوسي واغاني توم جونز واستعراضات الاخوة دسموند ، وبالعربي رقص فرقة رضا وسامية جمال .
لكن السلف والتلف منعوا وحجبوا وشوهوا كل هذا ، وفرضوا علينا المسلسلات البدوية التي كل تكلفتها ، صخلة وبيت شعر ، او الريف المصري الذي يختزل بأثاث متواضع وقصبتين ذرة .... واليوم يعترضون على مسلسل القى حجرا واحدا في بركتهم الآسنة .
إرسال تعليق