لست مرتاحا .. بل منزعج


 

حسب إعلامنا ووفقا لردات فعل ما يسمى عندنا بالمعارضة والقوى السياسية فان الجميع مبتهج او مرتاح لكلمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل . مع الاسف انا لا اشارك الاغلبية هذا الارتياح... في واقع الامر انا منزعج .


لست مرتاحا لأن الخطاب تضمن زيادة في الجرعة الدينية عن المعتاد . فقد زادت الآيات والاقتباسات الدينية فيه   بحيث بدا كخطبة جمعة وليس خطاب رئيس دولة مدنية .


منذ بداية عودتي للكتابة انتقدت لجوء المرحوم الشيخ جابر الأحمد سنويا  للعشر الأواخر من رمضان لمخاطبة الناس. حيث في رأيي ، ان الخطاب الرسمي للدولة يجب ان يحصر في المناسبات الوطنية كعيد الإستقلال او عيد التحرير وليس وفاة او مولد النبي على سبيل المثال . كما كتبت انتقد استخدام مسؤولينا بشكل عام للآيات والإستشهادات الدينية في خطبهم وكلماتهم وهو امر لم تعرفه الكويت منذ نشأتها... إنما حملته وفرضته الصحوة الدينية او بالأحرى الغمة الدينية. فقبلها كانت خطب مسؤولينا لا تتعدى البسملة ...وعبدالله السالم الله يرحمه كان يستشهد بالشعر والأمثلة العربية وليس بالأحاديث او الآيات. كل هذا دخيل وغريب وناتج الهيمنة والسطوة الدينية او بالأحرى "الإخونجية" على مؤسسات وسياسات الدولة . وهذا واضح من الخطاب الأخير فالذي " حرره " إخونجي كامل الدسم . 


زيادة او تضاعف الجرعة الدينية لم تنحصر في استخدام الآيات وتكرار الدعوات بل في المضمون السياسي للخطاب . فالخطاب يؤكد"  ان الله عز وجل حملنا أمانة الحكم "... في حين اننا في دولة دستورية ، السلطة والسيادة فيها للأمة، وهذه الأمة هي من حملت وهي اختارت وهي من تحاسب وليس الله او اي رب آخر .


الاتجاه الديني يتجذر ويتوضح اكثر حين يحدد مواصفات ومتطلبات ممثل الأمة في المجلس فهو يدعو الى " اختيار  القوي الأمين .. المؤمن بربه .. ثم وطنه".القوي الامين هو شعار الإخوان المسلمين في اول انتخابات خاضوها سنة 1980-1981  والمؤمن بربه تشطب كل من ليس له اتجاه ديني وتحصر الاختيار في المتدينين .. البداية والنهاية المؤمن بربه ..."ثم" وطنه . هذا تأكيد واضح على ان الذي حرر الخطاب "اخونجي" درجة اولى . فالله اولا .  والوطن..بعدين .


ما يدعو الى الانزعاج هو تحميل الناس مسؤولية التدهور والانحراف السياسي . في حين ان الحقيقة ان كل هذا السقوط والفشل والتأزيم هو نتاج عبث السلطة والأسرة الحاكمة ومحاولة عرقلتها للنهضة الديمقراطية والتطور السياسي ...الناس ليست مسؤولة عن تدهور الاوضاع ...بل الأسرة الحاكمة التي جرتنا الى الخلف.. وعليها وحدها مسؤولية انتشالنا مما نحن فيه . 


ما يدعو الى الإنزعاج  ايضا هو التهديد الذي وجهه الخطاب للناخبين . فالزبدة فيه انتخبوا على "هوانا" وإلا.. لا خيارات للناخبين ولا لجوء حقيقي للشعب كما وعد الخطاب في المقدمة .بل فرض  لوجهة نظر  السلطة ورغبتها المحددة في اختيار مؤيديها والموالين لها "وإلا" ... وإلا  "استعدوا لاجراءات ثقيلة الوطئ الم يزعج هذا ابطال المعارضة والمقاتلون بشراسة عن حق الناس في الاختيار ..!!! هل لا زالوا مرتاحين..!


في واقع الأمر ..هذا لا يزعج بالفعل ان كان القصد ان الأسرة ستتحمل مسؤوليتها وتكفر عن اخطائها ب "التدخل" المحمود لتصحيح الاوضاع .. وهذا ما اعتقد اننا بحاجة اليه ...( هو في الواقع ما دعونا اليه راجع مقالات اللي شبكنا يخلصنا )  نحن بحاجة الى وقفة طويله  لسنوات لتصحيح الامر  وليس الى شهر او شهرين كما جاء في الخطاب. لهذا فإن من الواجب تعليق المادة 107 من الدستور فقط .. والأوجب تطبيق ما تبقى من دستور البلاد تطبيقا كاملا وحازما.


2 تعليقات

  1. غريب امركم اشد كرها لدين من الكفار .

    ردحذف
  2. ان لم يحكم ويدير الدولة من يخاف الله فمن اذاً امرك غريب يالدعيج ؟
    طبعاً لانك علماني لا ترى للدين من تدخل في الحكم او ادارة الدولة الكفار يشهدون بادارة الرسول ﷺ للدولة الاسلامية وانت ترى بفصل الدين عن الدولة!
    اطلب منك ان تراجع ايمانياتك هذا ان كان هناك عندك من الايمان شيء

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم