طبقوا دستور الاجداد كما شاء الاجداد


 

ليس هناك حل ديمقراطي للأزمة المعضلة التي اُدخلت الكويت فيها. وبالطبع ليس هناك ايضا حل دستوري لانتشالنا من الوضع المزري الذي قادنا اليه التحالف الحكومي. لقد طوعت السلطة الظروف، واخضعت الواقع بالقوة التزوير- او بالاغراء والحِيل،اخضعته من اجل تطويق النظام الديمقراطي وتعطيل الأحكام الدستورية.


 لقد استخدمت الأطراف المعادية للديمقراطية في الأسرة الحاكمة كل شيئ من اجل محاصرة الديمقراطية وإلغاء الأحكام الدستورية وتشويه العمل البرلماني. زوروا انتخابات 1967 بالكامل. تفننوا في التجنيس السياسي وفي تغيير التركيبة السكانية. اخضعوا الجداول الانتخابية والتسجيل الانتخابي لمصالح الموالين لهم فقط .


 جيروا الاعلام الحكومي وبقية مؤسسات الدولة لخدمة الأعراف والتقاليد القبلية والدينية واطلقوا يد السلف والتلف في الهيمنة على هيئات ومؤسسات وجمعيات الدولة . في الوقت الذي حاصروا فيه كل مدني وتصدوا لكل بذرة او نواة تقدم . 

 

فوق هذا  استهدفوا المواطن الكويتي ، إذ تم اخضاعه للواسطة والمحسوبية مما افقده الحمية والاعتزاز بالنفس , بل تمادوا وغرسوا فيه الخنوع والاستسلام وعودوه على تسليم كل اموره الى الدولة او ممثليها من موظفين ونواب ورجال دين وزعماء قبائل .. حولوا المواطن الكويتي ممًن حرث البحر وكسًر الصخر, الى "طرار" ينتظر المنح والعطايا الحكومية النيابية .


وحولوا المجتمع ، من مجتمع مدني متقدم الى مجتمع ديني صحراوي مفصول عن الأحداث والتطورات والثورات التكنولوجية وحتى الايديولوجية للعصر الحالي . مرة اخرى الكويت لم تعد الكويت ، منذ ان تفردت الاسرة الحاكمة بالسلطة ومنذ ان فضلت عائلة الصباح الشيخ سعد على الشيخ جابر العلي . 


حولوا النظام الديمقراطي الى نظام انتخابي وبس. عطلوا.. بالتحالف مع الاطراف الرجعية ، التي تتزعم المعارضة اليوم ، عطلوا  كل مواد الدستور . وخصوصا الباب الثاني وكل المواد الدستورية المتعلقة بضمانات حرية الافراد والجماعات وتساويهم . "إلا الدستور" الشعار الذي رفعه ما يسمى بالمعارضين اليوم كان يعني "إلا المادة 107" ..اما غيرها فحلال بلال .


 وهكذا كان الحال ولا يزال منذ ستين عاما او يزيد. عبث سلطوي رجعي بالنظام وبالفرد الكويتي ايضا... لهذا فإنه ليس من العدل اليوم ان نطالب المواطن الكويتي "فجأة"  بأن يصحح المسار وان يحسن الاختيار وان نلقي على عاتقه وحده مهمة الإنقاذ الوطني..  


لا يا سادة بذات الطرق العنيفة التي اوصلتمونا فيها الى هذا المستنقع النتن.. عليكم وبيدكم وحدكم انتشالنا منه. حلوا المجلس علقوا المادة 107 .. وطبقوا دستور الاجداد كما شاء الاجداد وكما شاء من انتخبهم من المواطنين ... "يعني  اللي شبكنا يخلصنا " وبعدها يصير خير.

1 تعليقات

  1. ياريت يسمعون كلامك بس استحالة الجمع بين نظام حكم يشترط إدارة البلد فى حين يتمسك الشعب بالبرلمان

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم