المهام الثلاث



 الان وبعد ان استقر الوضع،او هو على بدايات الإستقرار. الآن نعتقد ان هناك اولويات يجب ان تولى الإهتمام. اولويات بدون تنشيطها او حتى الالتفات إليها لن يكون هناك دليل على بداية عهد جديد وتغيير مستحق .


المهمة الملحة حاليا هي زرع الاستقرار وغرس الطمأنينة في نفوس كثير من المواطنين ممن فقدوها بسبب التنمر او حتى الغمز واللمز اللذان هيمنا على البلد في السنوات العشرين او حتى الثلاثين الماضية . لقد استخدم موضوع التجنيس وسحب الجناسي استغلالا بشعا من قبل السلطة التي مارسته، او من قبل المتعصبين والمتطرفين الذي ما انفكوا يلوحون به ويهددون باستخدامه .


لقد شعر كثير من المواطنين بان إنتماءهم اصبح مشكوك فيه وان وجودهم يخضع لإعادة النظر. لاشك ان هذا " الخوف " او التخوف مبالغ فيه، ولكن عندما تمارس بعضه السلطة ، وعندما يصبح ولو بندرة امرا وممكنا بل واقعا... فإن احدا ليس من المفروض ان يشكك او يقلل من قدر القلق وعدم الطمأنينة الذي يعيشه المواطن الذي يُهدد بوجوده وانتمائه ليل نهار من قبل المتعصبين ومن يصنفون الكويتيين حسب اولوية استيطانهم .


ان الكويتي الذي تحصل على الجنسية الكويتية وفقا للقانون وتبعا لاي من مواده يجب ان يبقى كويتيا الى الأبد. ولا يجوز سحب جنسية تأصلت او الغاء انتماء تعمق وتجذر في البلد. لهذا نعتقد ان اهم خطوات الإصلاح هي إصدار مرسوم بقانون يحرم الغاء جنسية اي كويتي بعد إصدارها . 


ان اغلب الإحتقان ـ بل ويمكن ان نجزم بالاعتراض والحركات المعادية للنظام التي يطلقها بعض المواطنين مصدرها الأساسي هذا القلق من الاستهداف وهذا الشعور بالانعزال او باحتمال العزل . لهذا فان تثبيت الجنسية الكويتية هي اولى مهام الاستقرار الحالي .


بعدها يبقى المطلوب الغاء جميع القوانين الإعلامية . نعم جميع القوانين الإعلامية، لان ايا منها ليس ديمقراطيا وليس دستوريا ايضا. إلغاء جميع قوانين الاعلام والعفو عن جميع من اعتقل وفقا لهذه القوانين " القراقوشية" والاكتفاء بقانون الجزاء ، فهو المفروض ان يكون الحكم في الخلافات الاعلامية . "حرية الراي مكفولة .. كما جاء في الدستور، وتستطيع السلطات تنظيمها لا تقييدها كما جرى ويجري الان . 


يبقى الاخير، وهو في الواقع الاول والاهم وهو اعادة تأهيل المواطن الكويتي ، تنشيط اجتهاده الذي خمل ، وتحفيز  مواهبه التي تجمدت. ليس صحيا لا للمواطن ولا للوطن ان يبقى الكويتي يرضع من المؤسسات الحكومية طول عمره. نعم لدينا وفرة مالية، وانا كتبت سابقا انه ليس من الحكمة ان " نقط فلوسنا بالظلال ونقعد بالشمس "  بل يجب ان تستمتع وان ننعم بالرفاه .


ولكن دون ان ننسى انسانيتنا او نتغافل عن واجباتنا.. ففي النهاية البترول واسعار البترول ليست للدوام .. وآجلا او عاجلا سنضطر كما الآباء والاجداد الى حرث البحر وتكسير الصخر . 

اضف تعليقك :

أحدث أقدم