للمرة الألف .. بسنا إصلاح


 

كل مرشحي مجلس الامة ، بالامس واليوم .. ولدي قناعة تامة انهم في الغد ايضا ، كلهم وتوابعهم معهم ، ينشدون الاصلاح . ويسعون الى تقويم الاعوجاج وتصحيح ما هو خطأ ، او بالاحرى ما يعتقدون انه خطأ . كتبتها عدة مرات ومنذ  سنوات ، ان هذا ليس حالنا في الكويت  فقط ، بل في معظم الاقطار العربية التي استوردنا منها احزابنا وافكارنا واحلامنا السياسية . الكل يريد الاصلاح ...هذا يعني بالعربي او بالافرنجي او بكل لغات واشارات العالم ان الكل قانع بالاوضاع الحالية . وان ليس هناك اعتراض على، او رفض حقيقي لواقعنا  المزري الذي نعيش .


بكل بساطة الكل راض والكل مقتنع بواقع الحال ، ولا احد يريد "التغيير" مع انه هو المطلوب ، وهو في الواقع الحل الحقيقي والنهائي لازماتنا وكوارثنا المستمرة . التغيير وليس الاصلاح.

نحن غرقى في وسط البحر او الغبة بالكويتي ، ومرشحينا وكل العباقرة الذين يتصدرون المشهد او المنابر السياسية  يتسابقون لتظليننا وفي الواقع تضليننا- او حمايتنا بتوفير المظلة. يعني وكانهم لم يسمعوا ب " انا الغريق فما خوفي من البلل" .  لا ياعمي وفروا مظلتكم وحمايتكم المزيفة .. وانتشلونا من واقعنا المزري بدلا من المحاولات العبثية لتزيينه او تخفيف آلامه.

 

بسنا اصلاح.. وبسنا هدم وترميم.. نريد بناء وتنمية وتوفير ما نحتاج .. لا ترقيع او تذويب واقعنا المتخلف وغير المناسب لتحديات العصر . كيف نصلح التعليم وهو اصلا غير موجود .. فما لدينا وما نمارس   هو "تربية" . نربي ابنائنا في المدارس كما في البيوت ايضا على الخضوع وعلى تقبل فتات الماضي وترهات من عفى عليهم الزمن، ولا تعليم ولا معرفة لدينا ولا هم يحزنون . كيف يعالج التبذير من لا ينتج،  ومن ولا يحس بالقيمة الفعلية او الجهد الحقيقي المبذول في ما ينفقه او يستهلكه .


 كيف نغرس الروح الوطنية في النشء ونحن نحتضن القبلية والطائفية ونعزز شان الاسرة على حساب الفرد وعلى حساب تنمية شخصيته وتعزيزها . كيف لمن تربى على رعاية الدولة من المهد الى اللحد ان يتحمل مسؤولية الاصلاح ومحاربة الفساد المزعوم .

ليس لدبنا ما نرتكز عليه ، وليس لدينا ما نحارب به ، ساستنا يحملون معاول وليس مناجل ، وشعبنا يطر ولا يكر ... فدخيل الله وابليس ايضا... يا مرشحينا سكروا بوزكم .

1 تعليقات

  1. كل منا يتصور أن غيره بحاجة للإصلاح

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم