ما اشبه الليلة بالبارحة


عام 1964 تشكلت اول ، وفي الواقع ، "آخر" حكومة في تاريخ الكويت باستشارة ومساهمة حقيقية من رئيس مجلس الامة. لذلك عرفت منذ ذلك التاريخ بالحكومة الوطنية او حكومة عبالعزيز الصقر، الذي كان رئيس مجلس الامة في ذلك الوقت . ورغم ان الشيوخ شغلوا معظم المناصب الوزارية ووزارات السيادة ، الا ان اللافت للنظر ان الوزارة ضمت خمسة وزراء ممن عرفوا باتجهاهم الوطني المؤيد لحركة المجلس التشريعي عام 1938

شباب الاسرة قي ذلك الوقت ، الشيوخ جابر الأحمد ، جابر العلي وسعد العبدالله الله يرحمهم جميعا لم يعجبهم التشكيل الوزاري فقادوا الموالين لهم في مجلس الامة الى الاعتراض على التشكيل واسقاط الحكومة عبر حرمانها من اداء القسم . وبالفعل امتنع معظم أعضاء مجلس الامة عن حضور جلسة القسم  مما أدى الى سقوط الحكومة واستقالة المرحوم عبدالعزيز الصقر من رئاسة مجلس الامة .


معارضة التشكيل الوزاري تمت بدعوى مخالفة التشكيل  للمادة  131 من الدستور والتي تحرم كما فسرها الشيوخ واتباعهم اشراك التجار في الحكومة. رغم ان الدستور والنظام الديمقراطي كانا من ثمار نضال وتضحيات الاسر التجارية ، ورغم ان أعضاء لجنة اعداد الدستور كانوا من التجار وهم عبداللطيف ثنيان الغانم وحمود الزيد الخالد ويعقوب الحميضي وسعود العبدالرزاق .. ولم يكن بينهم موظف او عامل واحد .


منذ ذلك الوقت وحتى اليوم تشكلت الحكومات الكويتية من كبار الموظفين ، الموظفين لدي الشيوخ بالطبع ، فالحكومة او الدولة في الكويت ، هي تقريبا رب العمل الوحيد في الكويت. ومن يومها وحتى وقتنا الحالي " ما ترقعنا " .


طبعا نستثنى من هذه الفترة المخزية ، سنوات التقدم والرفاه الأربع 1970-1974 والتي عادت فيها الكويت الى الازدهار بحكومة ضمت بعض التجار وعلى راسهم سكرتير "الكتلة" الوطنية وسكرتير مجلس 1938 المرحوم 1964 خالد سليمان العدساني .


اليوم تواصل المجاميع المعادية للخط الوطني وللتنمية مواصلة ما بداته عام 1964 . واذا كان ذلك العام بداية حربها على التجار في الحكومة فان الأعوام التي أعقبت تولي الشيخ صباح الأحمد  مسند الامارة تميزت بانها حرب على  التجار بشكل عام  وعلى  الخط الوطني الذي مثلوه .وطبعا فليس كل التجار تجار عند الطفوليين ..التجار الذين تتم محاربتهم  هم فقط من يحمي الثروة الوطنية او يسعى لتحقيق التنمية .


لهذا بدات دعاوي الفساد وادعاءات النهب المزعوم .واتهام "العهد" بالتبديد ومحاباة التجار رغم ان الاحتياطي كان ينمو بشكل مذهل -بسبب ارتفاع أسعار النفط- في حين التنمية العمرانية تزدهر والحركة الاقتصادية تتجدد والخدمات الحكومية تتطور وتلبي احتياجات المواطنين . علما بان العهد الذي سبق عهد الشيخ صباح والذي تدعمه بشدة مجاميع التخلف الحالية تميز بتفريغ الخزائن العامة وتبديد الاحتياطات على المنح والعطايا والبدلات والزيادات الى درجة ان الحكومة اضطرت الى الاستدانة من مؤسسة التامينات والتخلف أيضا عن دفع اشتراكات موظفيها الاجبارية لها.


وفوق هذا كله فان العهد الذي سبق عهد الشيخ صباح  لم يضع لبنة فوق لبنة ، و لم ينجز أي مشروع اقتصادي او حضاري .. كل المداخيل سخرت لشراء ذمم المواطنين وللتغطية على الانتهاكات الدستورية وأخيرا مسؤولية ضياع البلد لصدام حسين . ولم يتم انفاق فلس على تطوير الخدمات او تنمية الاحتياطي العام . ولهذا يتحسر الطفيليون على سنوات الهدر والعبث التي سبقت ولاية الشيخ صباح .


اليوم او العهد الجديد كما يروج له الطفيليون معني باقصاء الحركة الوطنية او تجار الكويت من الحياة العامة . وتشويه سمعة الحركة الوطنية الديمقراطية التي انطلقت مع الكتلة الوطنية التي هيمنت على المجلس التشريعي الأول والثاني واستمرت من خلال غرفة تجارة وصناعة الكويت وبالذات أيام رئاسة المرحوم عبدالعزيز الحمد الصقر . لهذا تتداعي مجاميع التخلف والردة هذه الأيام للتضييق على غرفة تجارة وصناعة الكويت بل والدعوة الى تكبيل نشاطها العام الاقتصادي وقبل ذلك السياسي .

1 تعليقات

  1. المهندس مبارك طاهر11:14 ص, نوفمبر 09, 2022

    سؤال اذا كان هناك بعض كبار تجار يريدون مصلحة البلد قبل مصالحههم , اذا تم اهمال او رفض مشاريع ستغيير الكويت كليا وتجعلها من اغني واقوي الامم. وتبريراتهم كانت جدا سلبيه عندما اتي الامر الي خدمة الناس وخدمة الوطن. الم تكن الكويت اولويه لهم .

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم