مجلـس المزدوجـون

 

 المجلس الحالي هو مجلس مزدوجين بامتياز. لهذا فهو أسوأ مجلس مر في تاريخ الكويت.يتغلب في رداءته على المجلس المزور وحتى على المجلس الوطني. 

مجلس مزدوجين بغض النظر عن أصالة وفخامة جنسياتهم. فالمزدوجون كما أعرفه هو من لا يكترث لا بازدهار وتقدم البلد ولا حتى بدوامها. فهو ضامن وربما آمن، جسديًا او روحيًا في بلد ووطن آخر غير الكويت. لهذا هو لا يبالي بما يحدث هنا. ولا يكترث لمصير هذا البلد.

الهجمة على مدخرات وأصول البلد - والتي جمعها وصانها الله يرحمه الشيخ صباح - هذه الهجمة  التي تجلت ولا تزال تتجلى في الاقتراحات والمشروعات والقوانين الريعية المنحصرة في هبات ومنح لا مبرر لها. لا يمكن ان يفكر فيها او حتى يعنى بها أي مواطن حريص على هذا البلد وعلى مستقبله. فقط المزدوج الذي لا تمثل،لا الإصلاحات  ولا حتى الإنشاءات الضرورية في البلد اي مكسب او مطلب له. فهي لا تمس حياته او تثري معاشه فهو غني عنها لإقامته وربما انتمائه لخارج البلد. المزدوج هو من يفكر في المنح والعطايا.. وليس في التطوير والبناء .وهو غير المتضرر من هذا النهب الطفيلي المبرمج لثروات ومدخرات البلد.

القوى الوطنية الديمقراطية الممثلة في النخبة التجارية الواعية. بقيادة غرفة التجارة - عدو المزدوجين رقم واحد - هي المعنية وحدها بالحفاظ على الثروة الوطنية والادخار وزيادة الموارد. نواب المزدوجون معنيون بتخصيص الهبات واقتسام الثراوت... بل توزيع الدخل النفطي بشكل مباشر كما تضمنته اقتراحاتهم الأخيرة.

لدينا قوى وطنية ونخبة تجارية ترى في الكويت نبتة سقتها بعرقها ورعتها بجدها وبنتها بمالها وفدتها بأرواحها... ولدينا مزدوجون يرون في الكويت شجرة يتنافسون على اقتسام بذورها ويستذبحون لقطف ثمارها ويتكالبون على حرق غصونها عند الحاجة .

    ما يجري في البلد حاليا هو ولاشك نتيجة تخاذل الأسرة الحاكمة وترددها بل جبنها غير المبرر في مواجهة مجاميع التخلف القبلي -الديني .. ولكن الذنب الأكبر يقع على القوى الوطنية التي انكفأت على نفسها وتخلت عن مسؤوليتها الوطنية ، بل هي في الواقع سهلت – عبر المشاركة في الحراك المزعوم-  بل هي ايدت التخريب والهدم الذي مارسته المجاميع المتخلفة ضد الدولة وضد الإرث الاقتصادي والسياسي للكويت.. وقد آن الأوان لكي تنهض وتوقف هذا العبث العبث السلطوي والقبلي الديني في تاريخ وارث ومدخرات البلد..