انا بالتاكيد ضد هذه الحكومة ، وليس لدي اي قناعة او حتى امل في ان تنجز شيئا. ولكني وبأكثر تأكيدًا ضد كل معارضيها الحاليين ، وبالذات ضد كل من ينتقد برنامج عمل الحكومة المطروح هذه الأيام . لأن الأمر ببساطة هو ان ما يسمى ببرنامج الحكومة الحالية هو ليس الا ترديد سمج ومكرر لبرامج وطروحات الحكومات السابقة ومنذ عقود. كل الحكومات ، وفي الواقع أيضًا، كل معارضي الحكومات ، رددوا ويرددون نفس البرنامج ويعلكون ذات الطروحات والمسميات ... لكن لا احد لا من الحكومات ولا من معارضيها نفذ او حتى حاول ان ينفذ بعضًا مما يطرح . الكل يريد الورد ولكن لا احد يتجرأ على الشوك.. والكل يتمنى العسل لكن ايضا يتهيب من لسع النحل .
"الاصلاح" الحقيقي ، ان كان ينفع الإصلاح ، يعتمد أولًا واخيرا على المواطن الكويتي نفسه .على همته وعلى استعداده للتضحية باستحواذات وحتى مكتسبات الدولة الريعية والتخلي عن مظاهر الرفاه الزائف والتفرغ للتنمية والإنتاج … كأي كائن من بني البشر على هذه الأرض.
لكن ..لا احد..لا حكوماتنا ولا معارضيها الأفذاذ على استعداد لتكليف المواطن الكويتي بمهام وتبعات التنمية والإصلاح..بل المؤسف ان البعض يصر على التمادي والإصرار على اقتسام أصول وناتج الدولة الريعية وتبديد الدخل "النفطي" دون مبالاة بحقوق الأجيال القادمة والتزام بضرورات الحياة الحالية .
حكومات الشيخ صباح وحدها التي جربت الإصلاح الحقيقي..جربت التصدى للانتخابات الفرعية فعارضوها. وطرحت مشروع "الداو" فتصدوا له . واقترحت استعادت دور الكويت كمنفذ بحري ووسيط استثماري بين دول المنطقة فتجاهلوه ووضعت خططًا لخصخصة القطاع الخاص وترشيد الإنفاق فجن جنونهم وأخيرًا وليس آخرا عَرَض الشيخ ناصر صباح الاحمد – الله يرحمه- مشروع 2035 فاهملوه. واليوم يتشدق الكذبة والمزورون ورؤؤس وبطون الفساد الحقيقي، يتشدقون بالإصلاح وينعتون عهد الشيخ صباح بالعهد البائد.!!!
لا يمكن ان يكون هناك اصلاح مالم يتم التخلي عن مظاهر وآفات الدولة الريعية . وليس هناك اصلاح او تنمية لا تأخذ بالاعتبار تنشيط المواطن الكويتي وإسناد مسؤولية البناء عليه .برنامج الحكومة المهلهل والملزق، افضل مليون مرة مما يطرحه من يعترض عليه.. على الاقل الحكومة- كما يبدو من برنامجها- ليس في نيتها التخريب او تحقيق المزيد من التدهور... فكثر الله خيرها لمحاولتها المحافظة على وضعنا البائس .
إرسال تعليق