العلة في الثوابت


 النائب السابق جمعان الحربش من الاخوان المسلمين- اعرب عن امتعاضه من الملاحقة القضائية الحكومية لبعض المغردين او لمن عبر عن حرية رايه وفكره. ودعا النائب الى الدفاع عن حرية الراي مهما بلغت قساوة النقد.


الكثيرون سيجدون في موقف النائب الاخواني دعما لحرية الراي وانتصارا لحق من ادعى الدفاع عنهم في نقد الحكومة بغض النظر عن قساوة هذا النقد حسب تعبيره. والواقع ان النائب الاخواني لم ينتصر على الاطلاق لحرية الراي ولم يدعم حرية التعبير ...بل اتخذها فرصة لدس السم في العسل بغرض فرض تخلفه ومعتقداته البالية على بقية الناس.  


فالحرية التي يدعمها الاخوان ونوابهم هي حرية نقد الحكومة - او الاخر في الواقع - ،مهما بلغت قساوة النقد حسب تصريح النائب. والراي المدعوم منهم هو ما يخالف السلطة الحكومية ويتعارض معها او يصغر ويضر بالآخر وليس هم. وفقا للنائب وبقية الاخوان ومجاميع التخلف بالطبع كل شيئ مباح نقده وبقسوة إلا .. "الثوابت الشرعية" حسب تصريح النائب الحربش. هذا يعني.. انت حر في نقد الحكومة وفي نقد الديمقراطيين والليبراليين وكل شيء تعتقد انه يتعارض مع حريتك او مصالحك، لكن.. لا تقرب نحو فكر ومعتقدات الاخوان  فهذا وبقية فكر وعقائد التخلف " ثابتة" ومحمية بقانون الاعلام وبفلول المجاميع الرجعية من المتشددين المتخلفين.


لم يؤخرنا ويعطلنا غير "الثوابت" شرعية كانت او اجتماعية، عرفا وتقاليد ام فتاوى وفقه.  ف"الثابت" بمعناه الحرفي الذي لا يتحرك .. وما لا يتحرك هو جامد واقف لا يتقدم .. وهنا علتنا الكبرى فنحن ثابتون منذ ألفيات مضت. 


ومشكلتنا في هذا النوع من المهيمنين سياسيا ودينيا على الشارع كالسيد الحربش وحزبه. من الذين يستغلون كل فرصة لتعزيز الثابت والموروث البائد وغرسه في نفوس وعقول الاجيال الناشئة. والادهى من هذا انهم مثل النائب الحربش، لا يكتفون بتعزيز الموروث والتقاليد البالية ودعم الثابت.. بل هم يفسحون المجال بشدة لنقد الحكومة او معارضتها في كل جديد او تغيير يطرح. كل شيئ قابل للنقد والتدقيق وبقسوة إلا الثوابت... ثوابت التخلف.. وهنا مشكلتنا وعلتنا الاساسية .

اضف تعليقك :

أحدث أقدم